أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أمس، بأن «اليابان ستكون الهدف الأول في حال وقوع حرب في شبه الجزيرة الكورية، إذا واصلت سياستها المعادية لبيونغيانغ تنفيذاً لتعليمات واشنطن». واتهمت الوكالة طوكيو بتعزيز استعداداتها العسكرية، تحضيراً لغزو جديد لشبه الجزيرة الكورية أو لتقوية وضعها في أي نزاع مقبل، وذلك بعد ساعات على إصدار وزير الدفاع الياباني اتسونوري أونوديرا أوامر للقوات المسلحة في بلاده بتدمير أي صاروخ كوري شمالي يتجه نحو اليابان. كما أعلن الوزير نشر منظومة دفاع «باتريوت» الصاروخية بشكل دائم في محافظة أوكيناوا (جنوب) هذا الشهر، تحسباً لإطلاق كوريا الشمالية صواريخ. وقالت الوكالة: «لم تنس بيونغيانغ أبداً الأعمال الماضية لليابان. ومن يأمل بالإفادة من أي حرب أخرى يجب أن يستعد لنهاية نووية ملتهبة». وفي استعراض للقوى، أسقطت مروحية كورية شمالية سوفياتية الصنع خمسة مظليين خلال تدريبات فوق منطقة سينويغو المحاذية للحدود مع الصين. وتحدث شهود في منطقة داندونغ الحدودية الصينية عن اختفاء المروحية خلف صف من الأشجار على طول نهر يالو الذي يفصل بين الدولتين، فيما لم ترصد مؤشرات لنشاطات عسكرية كورية شمالية أخرى، باستثناء وجود ست قاذفات قديمة في مدرج مطار سينويغو. وفي الشوارع الترابية الضيقة المحيطة بمكتب الجمارك الرئيسي في داندونغ، حمّل تجار شاحنات بصناديق فاكهة ولوازم يومية، قبل عطلة عامة بمناسبة مولد مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ. وسأل الصيني تشينغ جيا (73 سنة): «هل تخاف أي دولة حقاً من كوريا الشمالية؟ مضيفاً: «قد تدعمهم الصين، لكن لا يمكن أن تساندهم في إطلاق قتال». ونفت وزارة الدفاع الصينية تقارير أجنبية عن حشدها قوات على حدودها مع كوريا الشمالية، مؤكدة اهتمامها البالغ بتطورات الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية، والتزامها صون السلام والاستقرار في شمال شرقي آسيا». البنتاغون وكان لافتاً رفض الصين التعليق على تقرير أعدته وكالة الاستخبارات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن احتمال امتلاك كوريا الشمالية سلاحاً نووياً يمكن وضعه على صاروخ، مكتفية بتكرار موقفها الداعي إلى تهدئة التوترات في شبه الجزيرة الكورية عبر الحوار. وأشار التقرير الذي قال معدوه أنه «يتمتع بقدر معقول من الصدقية» ولم ينوِ البنتاغون نشره، للمرة الأولى، إلى أن كوريا الشمالية طورت صاروخاً باليستياً يستطيع حمل رأس نووي». لكن البنتاغون ذاته قلل من أهمية التقرير، علماً أن وكالة التي تجمع معلومات عن القدرات والنيات الاستراتيجية للجيوش الأجنبية، واجهت انتقادات بعد الحرب على العراق عام 2003 بسبب تقويمها الخاطئ لاحتمال امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل. وقال الناطق باسم البنتاغون، جورج ليتل: «ليس دقيقاً الإشارة إلى أن النظام الكوري الشمالي أستوفى التجارب وعمليات التطوير، أو برهن بالكامل امتلاكه القدرات النووية المذكورة». ووصف مسؤولون حكوميون واستخباراتيون أميركيون التقرير بأنه «ليس وثيقة مهمة». وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: «لم أطلع على التقرير الذي لم ينشر علناً، لذا أفضل عدم التعليق عليه». أما جيمس كلابر، مدير جهاز الاستخبارات الوطنية، فأعلن أنه ليس ضرورياً تأييد كل مجتمع الاستخبارات الأميركي الواسع الرأي الذي أورده التقرير، علماً أن كوريا الشمالية لم تظهر امتلاكها القدرات اللازمة لإطلاق صاروخ نووي». ولدى سؤاله إذا كانت الحرب وشيكة، أجاب مسؤول أميركي في كوريا الجنوبية: «كلا»، مستدركاً أن «أكبر مخاوف واشنطن تتمثل في احتمال حدوث تطورات غير متوقعة بسبب قلة خبرة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون البالغ 30 سنة من العمر، وسوء تقديره للأمور». إلى ذلك، استبعدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية نجاح كوريا الشمالية في صنع رأس حربي لصاروخ، وقال الناطق باسمها كيم مين سوك: «أجرى الشمال ثلاث تجارب نووية، لكن هناك شكاً في بلوغها مرحلة تقليل وزن الشحنة النووية وحجمها لنصبها على صاروخ». كيري وخلال زيارته سيول، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه نظيره الكوري الجنوبي يون بيونغ سيه من ارتكاب كوريا الشمالية «خطأ فادحاً»، إذا نفذت خطتها لإطلاق صاروخ باليستي (متوسط المدى من طراز موسودان) سواء في اتجاه بحر اليابان أو أي اتجاه آخر». وزاد: «سيزيد ذلك عزلة هذا البلد وشعبه الذي يحتاج إلى الطعام، وليس إلى صواريخ»، وحض الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على «التوصل إلى خيار حكيم، لأن إطلاق صاروخ استفزاز غير ضروري ومؤسف، وغير مرغوب فيه». وجدد تأكيد أن الولاياتالمتحدة ستدافع عن نفسها وعن كوريا الجنوبية ضد أي تهديد كوري شمالي، في تكرار لتصريحات أدلى بها الرئيس باراك أوباما أول من أمس. لكنه لفت إلى ضرورة تسليط الضوء على إمكانات السلام، وإعادة توحيد الكوريتين، وإمكان التوصل إلى مستقبل مختلف لشعبيهما». وشدد كيري على تمسك بلاده بإجراء حوار مع كوريا الشمالية، من أجل خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، مشترطاً التزام كوريا الشمالية بواجباتها أمام المجتمع الدولي، وتنفيذ وعودها بنزع السلاح النووي قبل إجراء هذا الحوار. بدوره، أعلن وزير الخارجية الكوري الجنوبي أنه اتفق مع نظيره الأميركي على بدء مفاوضات قريباً في شأن الاتفاق النووي بين البلدين في وقت قريب، وحض كوريا الشمالية على قبول اقتراح سيول بإجراء حوار.