سيول - أ ف ب، رويترز - أكدت كوريا الشمالية، في تصريحاتها الأولى إلى العالم الخارجي بعد تنصيب كيم جونغ اون، نجل زعيمها الراحل كيم جونغ ايل، «قائدها الأعلى»، انها لن تغير سياستها ولن تتحاور مع سيول، ما شكل لهجة استفزازية الى الجنوب والعالم الذي ترقب التزام نجل الزعيم الراحل بالسياسات المتشددة للدولة التي تضع الخيار العسكري قبل أي شيء، ما جعل كوريا الشمالية بلداً منعزلاً. وأورد بيان اصدرته لجنة الدفاع الوطني التي تعتبر الهيئة الأكثر نفوذاً في البلاد: «نعلن رسمياً وباعتزاز للمسؤولين السياسيين الأغبياء في العالم، وبينهم دمى كوريا الجنوبية ان لا يجب ان يتوقعوا تغييراً من جانبنا، او احتمال اجراء مفاوضات. وتابعت: «لا نزال نرفض اقامة علاقات مع الخائن لي ميونغ باك (الرئيس الكوري الجنوبي) وزمرته»، ومن الضروري ان يرى العالم كيف سيحول ملايين من جنودنا ومواطنينا المتحدين بقوة خلف زعيمنا العزيز كيم جونغ اون الحزن الى شجاعة والدموع الى قوة، ويحققون النصر النهائي». كما توعدت بيونغيانغ بدفع سيول ثمن «خطاياها التي لا تغتفر خلال مراسم تشييع كيم جونغ ايل» في اشارة الى منعها زيارات تعزية، والقاء ناشطين منشورات دعت الى التمرد ضد النظام في كوريا الشمالية. وردد هذا التهديد مذيع التلفزيون الكوري الشمالي طيلة عشر دقائق، مع ظهور الكلمات ذاتها في الشريط الاخباري للقناة اسفل الشاشة. جولة لمسؤول اميركي وفيما تشكل كوريا الشمالية التي تملك اسلحة نووية، رهاناً كبيراً للديبلوماسية الاقليمية الصينية والولاياتالمتحدة، اعلنت واشنطن انها سترسل معاون وزيرة الخارجية لشرق آسيا كورت كامبل الى الصين وكوريا الجنوبية واليابان الشهر المقبل، من اجل بحث «آخر مستجدات كوريا الشمالية». وأملت الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي بالعمل مع كوريا الشمالية بعد فترة الحداد على وفاة كيم جونغ ايل، وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية حينها ان اتصالات هاتفية جرت عبر البعثة الكورية الشمالية في الأممالمتحدة، وهي القناة التقليدية التي تستخدمها الحكومتان اللتان لا تقيمان علاقات ديبلوماسية». ويتمثل احد رهانات المجتمع الدولي في استئناف المحادثات السداسية المجمدة منذ 2008، والتي تهدف الى نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. الى ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جورج ليتل ان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اجرى اتصالاً عبر الهاتف مع نظيره الكوري الجنوبي كيم كوان جين، واتفقا على ان «السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يشكلان اولوية اساسية، ما يحتم الحفاظ على تعاون وثيق خلال الاسابيع والشهور المقبلة». كما ناقش المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية غلين دافيس مع كبير المفاوضين النوويين الكوري الجنوبي ليم سونغ نام في واشنطن «المراحل المقبلة» في شبه الجزيرة الكورية بعد وفاة كيم جونغ ايل. ووصفت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند المحادثات بأنها «بناءة ومهمة»، مشيرة الى ان جولة كامبل تهدف ايضاً الى التطرق الى تطور الوضع في ميانمار (بورما سابقاً)، حيث باشرت السلطة اخيراً اصلاحات في اشارة الى انفتاحها السياسي. وفي ظاهرة لافتة، أعلن تجار وسائقون ان عمليات التبادل التجاري بين الصين وكوريا الشمالية شهدت تراجعاً كبيراً في مدينة داندونغ الحدودية بعد وفاة كيم جونغ ايل في 19 الشهر الجاري.