حثت الولاياتالمتحدة كوريا الشمالية على العدول عن «سلوكها العدائي»، معربة في الوقت نفسه عن شكوكها في قدرة بيونغ يانغ على اطلاق صاروخ نووي وذلك خلافا لما اعلنه نائب اميركي نقلا عن تقرير للاستخبارات العسكرية, بينما وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس الى كوريا الجنوبية في مستهل جولة اسيوية يتوقع ان يحث خلالها الصين على كبح تصرفات كوريا الشمالية العدائية. وجولة كيري التي تستغرق ثلاثة ايام ستشمل زيارتين الى بكين وطوكيو. وقال مسؤول اميركي كبير يرافق كيري ان الصين لها دور كبير لتلعبه في الازمة الحالية في شبه الجزيرة الكورية التي تشهد توترا متزايدا منذ التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية في فبراير. واوضح المسؤول ان «الصين لها مصلحة كبرى في الاستقرار، واستمرار كوريا الشمالية في السعي للحصول على قدرات صاروخية نووية يعتبر عدوا للاستقرار». وتأتي زيارة كيري الى سيول فيما اشارت معلومات جمعتها وكالة استخبارات عسكرية اميركية الى ان بيونج يانج قادرة على اطلاق صاروخ بالستي مجهز برأس نووي. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري عقب لقائه بوزير خارجية كوريا الجنوبية امس الجمعة ان الولاياتالمتحدة لن تقبل ابدا بكوريا الشمالية كقوة نووية وانها ستهب للدفاع عن سول اذا اقتضت الضرورة. وأضاف في مؤتمر صحفي «نحن متحدون جميعا من حيث ان كوريا الشمالية لن تكون مقبولة كقوة نووية». وزار كيري سول قبل توجهه الى الصين واليابان في محاولة لكبح جماح الطموحات النووية لكوريا الشمالية بعد تهديدات من بيونجيانج على مدى اكثر من شهر بأنها ستشن هجمات على الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية اذا هوجمت. مون:للتوقف عن الاستفزاز وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة مباشرة لزعيم كوريا الشمالية ، كيم جونج أون، بالتوقف عن مزيد من الاستفزازات. وناشد بان كي مون بلغته الأم ، اللغة الكورية ، زعيم كوريا الشمالية في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأمريكي الإخبارية قائلا:»بصفتي الامين العام للأمم المتحدة ومواطنا كوريا، أناشدك إنهاء التصرفات الاستفزازية التي حدثت مؤخرا والعودة إلى الحوار» ، مؤكداً ضرورة إحلال السلام مجدداً في شبه الجزيرة الكورية. وذكر الأمين العام أنه يتعين أيضاً على زعيم كوريا الشمالية العمل على تحسين مستوى معيشة المواطنين في بلاده ، وقال:؟»أعلنت بشكل واضح من قبل استعدادي لزيارة كوريا الشمالية مادامت زيارتي ستكون مجدية وستحدث في إطار تعاون وثيق مع أطراف ذات صلة ، مثل جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص». وأضاف مون في المقابلة التي أجراها عقب لقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض ، أنه وأوباما يتبنيان نفس وجهة النظر ، معرباً عن تأكده من أن رد فعل أوباما على الأزمة الحالية سيكون «حاسماً جداً ومدروساً أيضاً». وذكر الأمين العام للمنظمة الدولية أنه طلب من أوباما العمل على تعزيز التعاون بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية والصين. سول تشكك وأبدت كوريا الجنوبية شكوكها أيضا حول قدرة الشمال على اطلاق صاروخ بالستي مزود برأس نووي، معتبرة ان «تكون كوريا الشمالية قد صنعت رأسا نووياً صغيراً وخفيفاً بحيث يمكن تثبيته على صاروخ لا يزال امرا مشكوكا فيه»، وذلك بحسب تصريح ادلى به المتحدث باسم وزارة الخارجية كيم مين سوك امام صحافيين. حث مسؤولون امريكيون كبار الصين امس على استخدام كل ما تملك من نفوذ لوقف الاعمال التي تقوم بها كوريا الشمالية مؤكدين ان المصالح الاقليمية والدولية بخطر اوباما كما دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما بيونج يانج الى تغيير لهجتها وذلك خلال لقاء مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال اوباما «نحن متفقان على ان الوقت حان لكي تضع كوريا الشمالية حدا لنمط السلوك العدائي الذي اعتمدته وان تحاول خفض مستوى التوتر». ودعا بان من جهته «الدول المجاورة ومن بينها الصين التي قد يكون لديها نفوذ على كوريا الشمالية، الى ان تمارس نفوذها من اجل حل هذا الوضع بطريقة سلمية».كما حث مسؤولون اميركيون كبار الصين امس على استخدام كل ما تملك من نفوذ لوقف الاعمال التي تقوم بها كوريا الشمالية مؤكدين ان المصالح الاقليمية والدولية بخطر. وصرح مسؤول اميركي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان الولاياتالمتحدة «لا تعتقد» بان كوريا الشمالية قادرة على اطلاق صاروخ مجهز برؤوس نووية. واعلن البنتاغون من جهته انه «من غير الدقيق الايحاء بان النظام الكوري الشمالي قد قام باختبار كامل او بتطوير او بإثبات ان لديه مثل هذه القدرات النووية». وفي وقت سابق اعلن النائب الجمهوري عن ولاية كولورادو دوغ لامبورن نقلا عن تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الاميركية العسكرية ان كوريا الشمالية لديها القدرة على انتاج سلاح نووي مصغر وتثبيته على رأس صاروخ بالستي. ومنذ فبراير 2012، اجرت بيونغ يانغ عمليتي اطلاق لصواريخ حققت احداها في ديسمبر نجاحا، واعتبرها الغرب تجربة لاطلاق صاروخ بالستي، بالاضافة الى تجربة نووية ادت الى فرض مجموعة جديدة من العقوبات في مجلس الامن الدولي. كما اعلنت مؤخرا اعادة تشغيل محطاتها النووية ونصبت بطاريات صواريخ متوسطة المدى على ساحلها الشرقي. الا ان غالبية الخبراء لا يعتقدون ان بيونج يانج باتت قادرة على تصنيع اسلحة نووية مصغرة، فهم يعتبرون ان هناك مراحل عدة بين النجاح في تفجير قنبلة نووية والتمكن من تصنيعها بشكل مصغر. استياء صيني من جهته، اعتبر مدير الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر ان الصين «مستاءة» من الاستفزازات الكورية الشمالية لكنها لن تتخلى عن دعمها لحليفتها. وصرح كلابر امام مجلس النواب «اعتقد ان كيم جونغ اون وخلافا لوالده لا يدرك فعلا مدى الاحراج والاستياء الصيني ازاءه». من جهة اخرى، ندد وزراء خارجية مجموعة الثماني المجتمعين في لندن «باشد العبارات» بموقف كوريا الشمالية وهددوا بفرض عقوبات جديدة عليها في حال قيامها بتجربة اطلاق صاروخ جديدة. وفي بيان، ندد الوزراء «بالتطور المستمر لبرنامج الاسلحة النووية والصواريخ البالستية» لكوريا الشمالية. واكدوا ان اعمال كوريا الشمالية «تشكل انتهاكاً مباشراً لقرارات مجلس الأمن الدولي». والاسبوع الماضي نقلت كوريا الشمالية الى ساحلها الشرقي صاروخي موسودان ومداهما 4 الاف كلم قادرين على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام الاميركية حيث اجريت مناورات طارئة الخميس تحسباً لأي ضربة من بيونغ يانغ. ويمكن ان تتم عملية اطلاق الصاروخ بحلول 15 ابريل المصادف ذكرى مولد مؤسس كوريا الشمالية او ان تتزامن مع الزيارة المقررة الجمعة الى سيول لوزير الخارجية الاميركي جون كيري والامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن. واشار مصدر حكومي كوري جنوبي الى ان بيونغ يانغ يمكن ان تطلق عدة صواريخ اذ تم رصد تحركات لعدة آليات مجهزة لاطلاق صواريخ سكود (مداها بضع مئات الكيلومترات) وصواريخ رودونغ (مداها يتجاوز الألف كلم).