يدرس الدبلوماسيون الاجانب في بيونغ يانغ تحذيرا من كوريا الشمالية بمغادرتها مع تزايد القلق في ان تكون هذه الدولة المعزولة تعد لاطلاق صاروخ وسط تفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية. واعلنت بلغاريا ان رؤساء بعثات الاتحاد الاوروبي سيلتقون لمناقشة موقف مشترك بعد ان حذرت بيونغ يانغ السفارات من انها غير قادرة على ضمان امن تلك البعثات في حال اندلاع نزاع وان عليها ان تفكر في المغادرة. ومعظم تلك الحكومات اوضحت ان ليس لديها خطط فورية لاجلاء موظفيها وقال بعضها ان المقترح الكوري الشمالي خدعة لتأجيج القلق الدولي المتزايد ازاء الازمة الحالية في شبه الجزيرة الكورية. وقالت وزارة الخارجية الالمانية في بيان "يجري تقييم امن السفارة الالمانية وتعرضها للخطر باستمرار" واضافت "في الوقت الحاضر السفارة يمكنها مواصلة العمل". وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية في لندن "نعتقد انهم اتخذوا هذا الاجراء في اطار خطابهم ان الولاياتالمتحدة تمثل خطرا بالنسبة لهم". واكد سياح غربيون عادوا من رحلات منظمة في بيونغ يانغ -استمرت رغم التوتر- ان الوضع على الارض يبدو هادئا والحياة تسير بشكل طبيعي. وتزامن التحذير للسفارات مع تقارير بان كوريا الشمالية نصبت صاروخين متوسطي المدى على منصتي اطلاق متحركتين وخبأتهما في منشآت تحت الارض قرب ساحلها الشرقي. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية عن مسؤول حكومي بارز قوله "ان الشمال على ما يبدو عازم على اطلاق الصاروخين دون سابق انذار". وذكرت تقارير ان الصاروخين من طراز موسودان لم تتم تجربته وذي مدى يبلغ حوالى 3 الاف كلم يمكن نظريا جعله 4 الاف كلم اذا ما تم تزويده بحمولة خفيفة. وهذا يعني ان الصاروخ قادر على بلوغ اي هدف في كوريا الجنوبية واليابان، بل ربما ضرب قواعد اميركية في جزيرة غوام الواقعة في المحيط الهادئ. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان واشنطن "لن تتفاجأ" بتجربة اطلاق صاروخ التي "تتناسب مع نمطهم الحالي من افعال وخطاب حربي غير مساعد وغير بناء". وحذر البنتاغون من ان ذلك سيكون "عملا استفزازيا" وحث المتحدث جورج ليتل بيونغ يانغ على "اتباع المعايير الدولية واحترام تعهداتها". وكانت كوريا الشمالية الغاضبة من فرض عقوبات دولية عليها وتمارين مشتركة اميركية-كورية جنوبية اصدرت سلسلة من التهديدات المخيفة بشن حرب نووية في الاسابيع المقبلة. من ناحية أخرى، قال تقرير تلفزيوني كوري شمالي أمس إن الزعيم كيم جونج أون أمر الجيش بزيادة إنتاج مدفعية. وأظهر التقرير الذي بثه تلفزيون كوريا الشمالية المركزي كيم جونج أون وهو يقول للعاملين في صناعة الدفاع في 17 مارس إن أعداءهم يستعدون للحرب، وشدد على الحاجة إلى مزيد من المدفعية "الموثوق بها". ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن كيم جونج أون قوله "بمجرد اندلاع الحرب، يتعين علينا تدمير المواقع العسكرية المهمة والمؤسسات الحكومية بضربة سريعة ومفاجئة". وتابع "يجب علينا أن نضمن تماما نوعية مدفعيتنا وقذائفنا لضمان هجوم وقائي سريع ضد أعدائنا". وفي المقابل، تدرس الولاياتالمتحدةالأمريكيةواليابان فكرة نشر طائرة من دون طيار عالية القدرة على التجسس من طراز (غلوبال هوك) في قاعدة عسكرية أمريكية باليابان وذلك لتعزيز التجسس على كوريا الشمالية في ظل التوتر الحاصل في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية عن مصادر أمريكية ويابانية أنه يجري النظر في إمكانية أن تكون القاعدة الأمريكية في مقاطعة أموموري في اليابان (ميساوا) هي موقع نشر طائرة التجسس الأمريكية. كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس أن الولاياتالمتحدة تضغط على الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ لاتخاذ خطوات صارمة ضد كوريا الشمالية وإلاّ ستقوم واشنطن بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن اتصالات جرت مؤخراً مع بكينوواشنطن بينها اتصال بين الرئيس باراك أوباما ونظيره الصيني، حيث أبلغ الجانب الأميركي الجانب الصيني بالتفصيل عن الخطط الأميركية لتعزيز دفاعاتها الصاروخية وخطوات الردع الأخرى للتهديدات الحربية من جانب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وأشارت الصحيفة إلى أنه من اللافت أن الصين، التي تنتقد الرغبة الأميركية في تعزيز وجودها في آسيا، لم تحتج لا علناً ولا سراً على نشر سفن وطائرات أميركية في شبه الجزيرة الكورية، وهو ما قال مسؤولون أميركيون انه دليل على ازدياد إحباط الصين من تصرفات كوريا الشمالية وخشيتها من أن يقوّض دعمها لبيونغ يانغ علاقاتها مع واشنطن. ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى بكين بعد أسبوع لإجراء مباحثات مع المسؤولين الصينيين حول الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن سترسل مسؤولين رفيعي المستوى بعد كيري للسعي للضغط على الصين من أجل التشدد في تفتيش الشحنات المتجهة إلى كوريا الشمالية عبر الأراضي الصينية، ومن أجل إقناع كيم بوقف استفزازاته والموافقة على التفاوض حول التخلّي عن برنامج بلاده النووي.