بدأ شباب بغداد الترويج مبكراً لمبادرة «أنا عراقي أنا أقرأ» التي انطلقت في بغداد بعد مرحلة تهيئة استمرت أكثر من أسبوعين لتشجيع العراقيين على القراءة، ونجحوا في الترويج للكتاب الإلكتروني بعدما أداروا الزاوية الخاصة به بجدارة. معظم الشباب الذين شاركوا في الترويج لفكرة الكتاب الإلكتروني استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فايسبوك» و «تويتر»، ونشروا عشرات الصور والتغريدات اليومية حول أهمية الكتاب الإلكتروني، كما نشروا الاستمارة التي يتوجب ملؤها من قبل زوار المعرض في حال الحاجة إلى كتاب معين ليتم تزويدهم به. شبكة المدونين العراقيين «أنسم» التي تضم مئات المدونين الناشطين في العراق، كانت من أبرز المنظمات الشبابية التي ساهمت في إدارة زاوية الكتاب الإلكتروني في موقع المبادرة وكانت تضم جهازي كومبيوتر فقط. ونشرت الشبكة على موقعها الإلكتروني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، صور الفعاليات التي قام بها أعضاؤها، ومنهم سعد المؤمن أحد أبرز الفاعلين فيها الذي تولى مسؤولية إدارة زاوية الكتاب الإلكتروني وتنشيط فعالياتها التي تضمنت توزيع الأقراص المدمجة على الزوار، ويكاد كل قرص منها يكون مكتبة بحد ذاته، إذ يحتوي على أكثر من 1000 كتاب، فضلاً عن حاسبة مركزية تضم 12 ألف كتاب إلكتروني. والمؤمن هو مؤسس موقع «بغداد لايف» أو «الوجه الآخر لبغداد» وهو موقع متخصص بعرض الصور الخاصة بالحياة اليومية للعراقيين في العاصمة خارج دائرة العنف والتفجيرات والقتل والدمار. كما نشر الشباب صور نشطاء آخرين يعملون في وحدة الدعم الإعلامي ل «أنسم» وبعض أعضاء الشبكة الذين وفدوا من المحافظات لدعم المبادرة بشكل عام والقراءة الإلكترونية بشكل خاص حيث عمل الجميع كفريق منسجم وبشكل تطوعي لأيام عدة. والكتب الموجودة على الحاسبة المركزية والتي تديرها «أنسم» كانت باللغتين العربية والإنكليزية فضلاً عن احتوائها على برامج للأرشفة الإلكترونية. وإلى جانب تلك الحاسبة، كانت هناك حاسبة أخرى تحتوي على استمارة إلكترونية لتسجيل أسماء زوار المكان الراغبين في القراءة وبريدهم الإلكتروني وأسماء الكتب التي يحتاجونها ليتم لاحقاً إرسالها لهم عن طريق البريد الإلكتروني. ونشر»الأنسميون» كما يطلقون على أنفسهم، نسبة لمنظمتهم، لوائح الكتب على مواقع التواصل الاجتماعي وطلبوا من مرتادي تلك المواقع تسجيل أسماء الكتب التي يرغبون في الحصول عليها لتوسيع المشروع وتشجيع الجميع على القراءة والتبادل وهو الهدف الرئيس من إطلاق المبادرة التي شارك فيها صحافيون شباب وكتّاب ونشطاء في موسمها الثالث على التوالي. زاوية الكتاب الإلكتروني شجعت الكثيرين من الشباب على زيارة موقع المبادرة وزادت اهتمامهم بالقراءة، على رغم إن الجيل الجديد في العراق لا يميل كثيراً إلى القراءة مثل الأجيال السابقة،وهو يفضل تصفح المواقع الاجتماعية للدردشة لساعات طويلة على القراءة ولو لنصف ساعة. لكن يبدو إن الشباب ابتكروا زاوية الكتاب الإلكتروني لتشجيع الأجيال الجديدة التي ابتعدت عن تصفح الورق على القراءة بما يواكب العصر والمتطلبات الحديثة. ويأمل الشباب في أن تعود بغداد إلى سابق عهدها في القراءة وأن تحتل المراكز الأولى كما كانت ذات يوم، بحسب المثل القائل «القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ»، لكن تلك المهمة لن تكون سهلة مع جيل أدمن التكنولوجيا وتفنن في أشكالها وابتعد عن المضمون.