رأى وزير المال الفرنسي بيار موسكوفيسي أمس «أن السعودية ترسخ موقعها كقوة إقليمية ودولية لديها مسؤولية أساسية في الاقتصاد العالمي بالنسبة إلى المساهمة في استقرار أسعار النفط وهي في قلب مجموعة العشرين تلعب دوراً له ثقل مهم». جاء ذلك خلال مؤتمر فرص الأعمال السعودي - الفرنسي الذي افتتحه رئيس مجلس الأعمال السعودي - الفرنسي محمد بن لادن ورئيس منظمة أصحاب العمل الفرنسيين جان بورول، وحضره وزير التجارة السعودي توفيق الربيعة، ووزيرة التجارة الخارجية الفرنسية نيكول بريك، ووزير الصناعة الفرنسي أرنو مونتوبور، وحاكم المؤسسة السعودية للاستثمار (ساجيا) عبداللطيف عثمان، ورئيس «توتال» كريستوف دو مارجوري ونائب رئيس «أرامكو السعودية» خالد البوعينين، ونائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة المتجددة خالد سليمان. وشهد المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 500 رجل أعمال سعودي وفرنسي والسفيران السعودي في فرنسا محمد آل شيخ والفرنسي في السعودية برتران بزاسنو، تركيزاً على ضرورة تشجيع الشركات الفرنسية المتوسطة على تعزيز تواجدها في السعودية، وركز الجانب الوزاري الفرنسي في شكل خاص على أهمية تعزيز الاستثمارات المتبادلة. وقال موسكوفيسي: «إن الاستثمارات السعودية في فرنسا مرحب بها وهي الرسالة الفرنسية للسعوديين، ففرنسا بلد له جاذبية للاستثمارات الأجنبية وفرنسا هي ثالث مستثمر في المملكة ولها وجود قوي فيها وهناك استثمارات فرنسية بقيمة 15 بليون دولار في السعودية»، داعياً إلى مزيد من الاستثمارات السعودية في فرنسا على الصعيدين الصناعي والمالي. وقال: «إن لفرنسا عدداً من الفرص لاستثمارات من دولة كبرى عالمياً لجهة احتياطها المالي، والحكومة الفرنسية اتخذت إجراءات لخفض الضرائب لتقليص كلفة العمل على الشركات ما يتيح الاستثمار وإيجاد فرص عمل، كما قررت أيضاً إجراءات تسهل الاستثمارات مع إصلاح سوق العمل كي يكون أكثر مرونة». السعودية احد اكبر اقطاب الاستقرار وقال محمد بن لادن إن «السعودية عموماً بلد غير معروف بما يكفي في فرنسا وأحياناً تدور حوله تعليقات صحيحة بناءة وأحياناً تحليلات تعكس جهلاً أو نوايا سيئة». ولفت إلى «أن السعودية أحد أكبر أقطاب الاستقرار في العالم العربي والعالم ولاعب مهم في العولمة وتطورها الاقتصادي أثار الإعجاب»، منوهاً ب «تطور وتغيير يدفع به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز». وأشار بن لادن إلى أن إجمالي الناتج المحلي هو في السعودية الأهم في العالم إذ يبلغ 727 بليون دولار، وهو أكبر رقم في العالم العربي، وفائض الموازنة هو مئة بليون دولار، واحتياط العملات هو الثاني في العالم بعد الصين، ومعدل النمو منذ 2002 لا يقل عن 4.9 في المئة سنوياً، والاستثمار الحكومي يساوي 400 بليون دولار لخمس سنوات. وأشار إلى تواجد 70 شركة فرنسية في السعودية مع 20 ألف موظف، معتبراً أن أمام مجلس الأعمال السعودي - الفرنسي مهاماً كثيرة يقوم بها لتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة. ووقعت ثلاث رخص استثمار فرنسية مع عثمان بحضور موسكوفيسي. وحض عثمان على تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة لتأتي إلى السعودية، مشدداً على أن «ساجيا» تقدم مساعدة لتحديد بيئة الاستثمار وفرصه. وتحدث دو مارجوري عن زيارته إلى رئيس «أرامكو السعودية» خالد الفالح الأسبوع الماضي وعن حضورهما بداية إنتاج حقل منيفة الذي سيكون بمستوى 900 ألف برميل يومياً. وقال إن الشراكة بين «توتال» و «أرامكو السعودية» في مشروع مصفاة «ساتروب» في الجبيل مثال يحتذى لشركات فرنسية وسعودية. وتحدث البوعينين عن فرص الاستثمار في مشاريع مختلفة مع «أرامكو السعودية». وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استقبل مساء أول من أمس المشاركين في الندوة وأبدى اهتمامه بالتعاون مع السعودية ومؤكداً أنه سيقوم بزيارة رسمية قريباً إلى المملكة.