شدد رئيس شركة «توتال» كريستوف دومارجوري، على أن الموارد النفطية متوافرة لكن تحويلها إلى إحتياط أو إلى قدرات إنتاجية هو التحدي الحقيقي، وقال «هناك عراقيل تقنية وبيئية وجيوسياسية تضع قيوداً على العرض. ويجب تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من كل منها، حتى مع توافر الموارد النفطية». ورأى في حديث الى «الحياة»، ان زمن الحصول على الطاقة السهلة ولى، ولو أن الطاقة الأحفورية ستلبي 75 في المئة من الطاقة العالمية في 2030، لافتاً إلى أن كل التوقعات تشير إلى أن إنتاج النفط سيتوقف عن التزايد وقد يستقر، وقال «المشكلة ستكون في القدرات الإنتاجية». وشرح أن «توتال» تريد الاستجابة للطلب المتزايد على النفط عبر المساهمة في مصادر طاقة متنوعة، لذا انتهجت بعض مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية، اذ استحوذت على «سان باور» للطاقة الشمسية. وقال «الصناعة النفطية ليست بمنأى عن الأخطار». وأشار إلى أن الشركة أحرزت اكتشافات نفطية مهمة في الولاياتالمتحدة والنروج ونيجيريا. وقال دومارجوري ان «توتال تعتمد مئة دولار للبرميل في توقعاتها في مشاريعها الإستثمارية علماً أن سعر البرميل حالياً يبلغ نحو 110 دولارات. وأكد ان السعودية هي البلد الذي يملك قدرة إنتاجية فائضة غير مستخدمة. وتابع: «القدرات الإنتاجية الفائضة المحدودة تجعلنا نتوقع ان تبقى أسعار النفط مرتفعة على المدى الطويل والأفضل القيام بمزيد من الاستثمارات في الانتاج». العراق والجزائر وعن عمل «توتال» في العراق وإقليم كردستان قال «نرى أن العقد الذي لدينا في العراق لا يتناسب مع الاستثمار، والعائد منه في عقود الخدمات لا يتناسب مع جهود الدراسات والتقنيات التي تضعها الشركة. فالعقد لم يتحسن ولم يتدهور وحالياً ننتج وسنستعيد المال الذي استثمرناه في الحقل». إلى ذلك، قال رئيس إدارة التنقيب في «توتال»، ايف لوي داكارير في تصريح الى «الحياة» «العقود في كردستان هي على أساس المشاركة ونحن نتمنى تطوير أماكن عراقية تقدم ظروفاً تعاقدية مناسبة، وأخذنا ثلاث مشاركات في كردستان إثنان مع ماراتون في إدارة العقد، ومشاركة أخرى في جنوب كردستان. ظروف التعاقد على أساس المشاركة أكثر جاذبية منها في العراق حيث عقدنا يتعلق بالخدمات فقط». وتوقع المسؤول عن المصافي أن تبدأ مصفاة «الجبيل» السعودية إنتاج 400 ألف برميل في اليوم من المشروع الذي ينطلق هذا العام. وسألت «الحياة» دو مارجوري عن أن حادث «عين أميناس» في الجزائر على عمل الشركة هناك فقال «انه كارثة وهو موضوع قلق حقيقي، فهي المرة الأولى يتعرض موقع نفطي وغازي للإرهاب وهذا لم يحدث من قبل وقد تضامنا مع سوناطراك وشركائها وقدمنا مساعدات لها». من جانب آخر، قال رئيس قسم التكرير في «توتال» باتريك بويان «سامسونغ - توتال للبتروكيماويات» الكورية الجنوبية ستتوقف عن شراء النفط من إيران بعدما اعترضت الشركة الفرنسية المالكة لها». وأضاف: «حدثت صفقة فورية واحدة لكنها لن تتكرر... أخبرت توتال الشركة وشريكها بأننا لا نوافق على تلك السياسة لأننا نريد الالتزام بالقوانين التي تخصنا». وقال أردفان أمير أصلاني وهو محام من باريس متخصص في قطاع الطاقة والشرق الأوسط «غير مسموح لأي شركة فرنسية شراء النفط مباشرة أو غير مباشرة من إيران». وعن ليبيا قال دو مارجوري «زرت ليبيا بعد كارثة عين أميناس وكانت المحادثات الأولية حول امن منشآتنا هناك ونحن لدينا تطوير بحري في ليبيا وهو موقع أقل خطراً، لكن ما حدث في الجزائر يحملنا على التفكير في ضمان أمننا». الأرباح الى ذلك، حققت «توتال» زيادة 13 في المئة في صافي الربح المعدل للربع الأخير من العام الماضي بفضل ارتفاع أسعار النفط وقفزة في هوامش التكرير، ما شجعها على رفع موازنة التنقيب. وأعلنت الشركة أن صافي الربح المعدل زاد على أساس سنوي إلى 3.08 بليون يورو في الربع المنتهي في كانون الأول (ديسمبر) بينما كانت توقعات المحللين 2.98 بليون يورو. وقال دو مارجوري «ما زالت الأجواء مؤاتية في قطاع التنقيب والإنتاج مع ارتفاع أسعار برنت فوق 110 دولارات للبرميل وكذلك في التكرير والتوزيع حيث استفادت هوامش التكرير من انتعاش موقت خلال منتصف السنة».