أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي امس ان المملكة وغيرها من المنتجين مستعدون لسد أي نقص في إمدادات النفط العالمية إذا ما حصل، مشدداً على ان السوق متوازنة حالياً. وقال في كلمة له أمام إحدى جلسات «منتدى الطاقة الدولي» المنعقد في الكويت، والتي تناولت سبل الحد من تقلبات أسواق البترول العالمية، ان «العقد المنصرم شهد تغييرات غير مسبوقة في الأسعار، على رغم قوة أساسيات العرض والطلب في السوق». وتابع: «في الوقت الراهن، تتسم سوق البترول عموماً بنوع من التوازن مع توافر مقدار كبير من الإنتاج والطاقة التكريرية... السعودية والدول المنتجة الأخرى مستعدة لتعويض أي نقص متوقع أو فعلي في إمدادات البترول». ورأى النعيمي ان «ما من دولة أو مجموعة دول تستطيع وحدها ان تضمن استقرار السوق النفطية، وتعاونت المملكة على مدى سنوات مع المنتجين والمستهلكين للحد من التقلبات وتحقيق الاستقرار» وأن «نقص المعلومات المتاحة عن أسواق الطاقة يزيد حدة المضاربات». وقال ان «التقلبات تلحق الضرر بالمستهلك والمنتج، وكذلك بالتخطيط البعيد المدى لصناعة الطاقة، ولا تحقق مصالح أي من المشاركين في المنتدى». ولفت إلى ان المعلومات الخاطئة والمخاوف غير المبررة في شأن الطاقة الإنتاجية، ساهمت في زيادة التقلبات، وأن الأحداث العالمية أثرت في أسعار البترول. وأشار وزير النفط الإيراني رستم قاسمي خلال الجلسة ذاتها الى ان «ايران خلال مئة سنة من تاريخها لم تستخدم النفط كأداة سياسية»، مشدداً على ان الحوار بين المنتجين والمستهلكين أخفق في إنشاء جو للتعاون الجيد في فصل السياسة عن صناعة النفط وإزالة العقوبات». وذكر ان «عدداً من الدول الكبرى المستهلكة تعتبر النفط ركيزة اساسية لاستراتيجيتها العسكرية والامنية والسياسية وفي وضعها عقوبات اقتصادية، وهي تعوق التجارة الحرة واستمرار الامدادات النفطية، ما سيؤدي الى مشكلات مختلفة للمنتجين والمستهلكين». وشارك في الجلسة أيضاً نائب وزير الطاقة الاميركي دانييل بونمان ومديرة وكالة الطاقة الدولية ماريا فان دوفن والأمين العام ل «منظمة الاقطار المصدرة للنفط» (اوبك) عبدالله البدري وأدار النقاش مدير «مؤسسة الكويت للعلوم»، عدنان شهاب الدين. «توتال» وعلى هامش المنتدى، قال رئيس شركة «توتال» النفطية الفرنسية، كريستوف دومارجوري لصحافيين ان توقيع مذكرة التفاهم بين توتال و «مؤسسة البترول الكويتية» للمشاركة في إنشاء مصفاة في الصين تدخل في اطار الاستراتيجية الشاملة للشركة لتطوير علاقات مع الدول المنتجة في الشرق الاوسط واستثمار في دول تشهد نمواً والصين من بينها. وأضاف ان «هذا يحقق جزءاً من استراتيجيتنا في مزيد من العمل مع مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها على ان نجمع قدراتنا للاستثمار في الصين لتلبية المزيد من الطلب». وأوضح ان «توتال» و«مؤسسة البترول الكويتية» ستمتلكان نصف الحصة في مصفاة صينية تكرر 300 ألف برميل يومياً، وأن الشراكة ستكون على أساس 60 في المئة ل «مؤسسة البترول الكويتية» و40 في المئة ل «توتال». وسألت «الحياة» دو مارجوري عما إذا تمكنت «توتال» من استبدال كميات النفط الايراني الذي توقفت عن شرائه بسبب العقوبات، فأجاب: «نعم استبدلنا كل الكميات من مصادر اخرى، لن اقول ما هي، لكننا كنا نشتري اكثر من 200 ألف برميل في اليوم من ايران واستبدلناها». واشترت «قطر هولدينغ» اثنين في المئة في «توتال» بمبلغ يناهز بليوني يورو (2.6 بليون دولار). وأشارت مصادر فرنسية مطلعة الى «الحياة» انه استثمار مالي للجهة القطرية يظهر الثقة في سهم «توتال» ولا يمثل اي تدخل اداري او عملي في الشركة، فهو استثمار في اسهم «توتال» المتداولة في البورصة.