أعرب رئيس شركة «توتال» النفطية الفرنسية، كريستوف دو مارجوري، عن تفاؤله بتجديد مشاركتها في «أدكو» التي تستحوذ على 65 في المئة من إنتاج النفط الإماراتي البالغ 2.5 مليون برميل يومياً. وقال ل «الحياة» على هامش منتدى ل «منظمة الدول المصدرة للبترول» (أوبك) في فيينا، ان «توتال شريك وفيّ لأبو ظبي، وفي المرحلة الحالية أجبنا عن أسئلة وجهت حول الجانب التقني في مرحلة التأهيل الأولي لتجديد عقد أدكو، ولدينا حظوظنا نظراً إلى النوعية التقنية الجيدة لاقتراحاتنا ولمعرفة أبو ظبي التي تربطنا بها علاقات جيدة». و«أدكو» مشروع مشترك بين شركة «ابو ظبي الوطنية للنفط» (أدنوك) بحصة 60 في المئة، و «بريتيش بتروليوم» و «شل» و «إكسون» و «توتال» بحصة 9.5 في المئة لكل منها، و «بارتكس» بحصة 2 في المئة. وينتهي الامتياز عام 2014. ورداً على سؤال عن التقدم في مشروع مصفاة الجبيل في السعودية، المشترك بين «أرامكو السعودية» و «توتال» لتكرير 400 ألف برميل، قال: «بلغنا الآن مرحلة تجربة الوحدات التكريرية وسيبدأ العمل وفق موعده في 2013، ورئيس ارامكو خالد الفالح راضٍ جداً على سير المشروع». ووصف عمل «توتال» في العراق بأنه أقل من المتوقع بسبب سوء مردود المشاريع ولا يرتقي إلى مقاييس الشركة، وأعطى مثالاً على مشاركة «توتال» و «سي إن بي سي» الصينية في حقل حلفاية النفطي العراقي حيث تسير العمليات في شكل جيد، لافتاً إلى ان إنتاج الحقل بدأ في 10 حزيران (يونيو) وقد يصل إلى مئة ألف برميل من النفط يومياً، في حين كان التوقع في البداية 70 ألف برميل يومياً فقط. وأشار دو مارجوري إلى ان ربح الشركة يقل عن دولارين لكل برميل. وتابع: «هذا الربح ليس لمصلحة شركة تريد مشاركة حقيقية واستثماراً في البلد وتواجداً للتدريب والقيام بأعمال مثلما هي الحال في دول أخرى، لكننا لا نستطيع ان نقوم بذلك في العراق إذ اعتبِرنا مجرد شركة خدمات وليس شريكاً». وأضاف: «بذلنا جهداً للاهتمام بالعراق لكن ربما لا يهتم البعض في العراق بتوتال. كنا نتمنى لو كانت شروط العقود أفضل، لكننا نحترم قرار الحكومة وعلى كل الأطراف احترام القرارات». السوق والأسعار وعن السوق النفطية والأسعار قال: «رأينا صعود الأسعار إلى 120 دولاراً للبرميل بسبب توقف إنتاج بعض الدول لأسباب جيوسياسية، وبسبب ارتفاع الطلب من الدول الناشئة. إضافة إلى ذلك لعبت مشتريات المتعاملين الماليين في أسواق النفط على المدى الطويل دوراً في رفع السعر إلى هذا المستوى الذي أزعج الجميع، وانعكس سلباً على سعر البنزين للمستهلك وعلى الاقتصاد العالمي». وزاد ان «دول أوبك ونحن قلنا إننا لا نتمنى ارتفاع الأسعار في شكل كبير، وعندما بدأ الكلام عن ضعف النمو في الصين وخفض الاستهلاك في أوروبا وبدأت البورصات تنخفض، بدأ سعر النفط يتراجع، وهذا جيّد لأننا تمنينا تراجع الأسعار، لكنني لا أدري إذا كان هذا المنحى سيستمر. أما إذا انخفض السعر إلى أقل من 90 دولاراً فموازنات عدد من الدول ستتأثر». وشدد دو مارجوري على ان العالم في حاجة إلى الطاقة وقال ان «عدد السكان في العالم سبعة بلايين بينهم 1.2 بليون لا يملكون طاقة و2.4 بليون لديهم طاقة غير كافية وغير فاعلة، أي ان أربعة بلايين شخص في العالم لا يحصلون على المقدار الكافي من الطاقة، وهنا الأولوية». ولفت إلى ان المشكلات البيئية والتغيّر المناخي يحتمان تغيير التصرفات. وأضاف: «هناك مزيد من الحاجة إلى الطاقة وفي الوقت ذاته هناك رفض لها لأسباب بيئية». وأكد ان الاختبار الحقيقي يكمن في كيفية تلبية مزيد من الحاجة إلى الطاقة، لافتاً إلى ان ذلك غير ممكن إلا باكتشاف مزيد من النفط والغاز، ومشدداً على أهمية تقاسم المسؤوليات.