أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة تمام سلام، في ختام المشاورات النيابية غير الملزمة التي أجراها على مدى يومين في مبنى البرلمان، تمسكه بتأليف حكومة «مصلحة وطنية»، داعياً الذين أجمعوا على تكليفه إلى «أن يحافظوا على النتائج الإيجابية لهذا الإجماع في عملية التأليف». ولخص نتائج مشاوراته بالقول إن «كل كتلة وفريق ونائب عنده هواجس وأفكار وأهداف، وعلى المكلف أن يستمع ويسعى إلى ما يعتقد أن فيه فائدة للمهمة التي يتصورها لحكومته، وهي مهمة إشراف على الانتخابات». وشمل اليوم الثاني من المشاورات ست كتل نيابية ونائب «الجماعة الإسلامية» و9 نواب مستقلين. وطالب ميشال فرعون باسم «كتلة نواب القرار الحر» ب «حكومة سيادية تضم أشخاصاً ذوي كفاءة، تحترم إعلان بعبدا. ونؤيد الابتعاد عن البلطجة السياسية، ومع تمثيل بيروت، وخصوصاً الأشرفية». وطالبت كتلة «التوافق الأرمني» بلسان سيبوه قلبكيان، ب «تشكيل حكومة تكنوقراط، مع إقرار قانون انتخابي يراعي صحة التمثيل، وعدم تهميش الطائفة الأرمنية». وطالبت كتلة «نواب حزب البعث» بلسان عاصم قانصوه ب «حكومة سياسية موسعة، وبالفصل بين وزارة البترول ووزارة الطاقة، وان تقوم الحكومة بمهمة إجراء الانتخابات النيابية وفق قانون النسبية مع دائرة واحدة، ولكن إذا كان هناك قانون توافقي فلن نمانع، وقد لا تحصل الآن، وربما بعد ثلاثة أو ستة أشهر لا أحد يعرف». وقال: «حاضرون للمساعدة في كيفية أن تكون العلاقة بين لبنان وسورية علاقة طبيعية». وطالبت كتلة «الحزب السوري القومي الاجتماعي» بلسان النائب اسعد حردان، ب «حكومة وحدة وطنية تعمل على تعزيز السلم الأهلي وثوابت وثيقة الوفاق الوطني ضمن الثلاثي الذهبي الجيش والمقاومة والشعب». أما كتلة «نواب الأرمن»، فأكدت أنها مع طرح «حكومة مصلحة وطنية وفق الدستور والطائف». وأعلنت أنها «تؤيد حكومة بأوسع مشاركة من الطوائف كافة، ومن ضمنها الطائفة الأرمنية». ودعا نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت، إلى «أن تكون فترة التشكيل قصيرة، وأن تنطلق من إعلان بعبدا ويكون سقفاً للبيان الوزاري». النواب المستقلون وترك بطرس حرب للرئيس المكلف «الحرية المطلقة في القيام بما يراه مناسباً لتشكيل الحكومة، مع تأكيدنا أن تكون المهمة الأساسية للحكومة إجراء الانتخابات النيابية». وتمنى روبير غانم «حكومة على صورة الرئيس المكلف، ويكون برنامجها محدداً بدءاً بموضوع الانتخابات، وتتكون من فريق عمل متجانس». وفيما لم يدل دوري شمعون بأي تصريح بعد لقاء سلام، قال النائب روبير فاضل: «إن الأهم أن تكون فاعلة وفريق عمل متجانساً وجامعاً». وتمنى مروان حماده «تأليف حكومة انتخابات متجانسة لها أفق سياسي، وأن تشمل أشخاصاً مرموقين في قطاعاتهم ومهنهم». ونبه فؤاد السعد إلى أن «الوقت ليس مناسباً لمواصلة الكيدية السياسية». ودعا أنطوان سعد إلى حكومة «تعمل كفريق متجانس، وأن تكون مؤلفة من غير المرشحين للانتخابات، وأن يكون البيان الوزاري مبنياً على إعلان بعبدا». ورفض نقولا فتوش «حصر مهمة الحكومة بالإشراف على الانتخابات، لأنه أمر مخالف للدستور». واعتبر أن القول «بحكومة من غير المرشحين مخالف لأحكام المادة 28 من الدستور، التي تجيز الجمع بين النيابة والوزارة». وتمنى محمد الصفدي أن تتشكل «من خيرة الأشخاص وفريق عمل متجانس، ولا تفريق بين سياسي وغير سياسي، فاللبنانيون مسيسون». وفي ختام المشاورات، قال سلام عن المواقف المتباينة للنواب: «دائماً يتخلل كل استشارات تباين في مواقف الكتل والفرقاء والنواب، وعلى الرئيس المكلف أن يستمع ويجوجل الأفكار ويسعى إلى تحقيق ما يعتقد أن فيه فائدة للمهمة التي يتصورها لحكومته». وعن موقف النائب سليمان فرنجية من إعلان ترشيحه من بيت الوسط، قال سلام: «هل خجل الرئيس الراحل سليمان فرنجية يوم أعلن ترشحه إلى رئاسة الجمهورية من منزل صائب سلام في المصيطبة؟ مسؤوليتنا كبيرة في هذا البلد ويؤسفني أن تذهب الأمور إلى هذا المنحى وإلى هذا النوع من التعاطي، والله يسامحه».