بعد يومين من الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس اللبناني ميشال سليمان في قصر بعبدا لتسمية رئيس الحكومة، حظي النائب تمام سلام في حصيلة هذه الاستشارات بأصوات 124 نائباً، في شبه إجماع، فيما امتنع عن التصويت 4 نواب هم: ميشال عون، سليمان فرنجية، سليم كرم واسطفان الدويهي. وكان سليمان استأنف الاستشارات صباح أمس، واستهلها بلقاء كتلة نواب زحلة برئاسة طوني أبو خاطر الذي قال: «أتينا لنسمي النائب تمام سلام لتمتعه بحس وطني ونحن في حاجة لأمثاله». «القوات» و«الكتائب» ثم التقى سليمان كتلة نواب «القوات اللبنانية» وأعلن جورج عدوان باسمها تسمية سلام لرئاسة الحكومة، وقال: «هو يمتلك كل الكفاءة لتأليف حكومة تكون أولوياتها الانتخابات النيابية، وهذا الاختيار تم ونحن مرتاحون لموقفه لكونه غير مرشح للانتخابات. ونحن مع تشكيل حكومة تكنوقراط، ونريد أن يتضمن البيان الوزاري إعلان بعبدا». واستقبل سليمان بعد ذلك كتلة حزب «الكتائب اللبنانية» الذي أعلن باسمها إيلي ماروني تسمية سلام «لأنه رجل المرحلة ونأمل بالتعاون مع الرئيس ميشال سليمان في أن نصل إلى حكومة تؤمن الاستقرار والسلام للبلد وتشرف على انتخابات نزيهة في موعدها المحدد». وأوضح أن «سلام أكد التزامه بإعلان بعبدا، ونحن موقفنا معروف من هذه المسألة، ووصلنا إلى حد الطعن فيها في المجلس الدستوري في البيان الوزاري للحكومة السابقة». وسمى طلال ارسلان باسم كتلة «وحدة الجبل» سلام لتأليف الحكومة، «لأنه سيقوم بمقاربة وطنية شاملة تجمع جميع اللبنانيين لحماية لبنان من العواصف الإقليمية والدولية، وقلنا لفخامة الرئيس نتمنى إشراك الجميع بحكومة وطنية». وأكد اميل رحمة تسمية سلام، وقال: «طلب مني النائب سليمان فرنجية أن آتي إلى القصر الجمهوري لتسمية رئيس للحكومة لأنه يعرف مدى عمق الصداقة التي تربطني بتمام سلام. والعلاقة ما بين سليمان فرنجية وتمام بك سلام ستكون علاقة تمحو كل ما يدور في رؤوسكم حول هذا الأمر». وسمى ميشال فرعون باسم كتلة «القرار الحر» سلام، ودعا إلى «تحصين مفهوم الدولة والقانون». «التوافق الارمني» وأعلن سبوح كلبكيان باسم كتلة «التوافق الأرمني» تسمية سلام، وقال: «نتمنى له التوفيق في التكليف والتأليف». وأكد أحمد كرامي (كتلة «التضامن» التي تضمه إلى جانب رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي) أنه سمى سلام، وقال: «أمنيات ميقاتي بدأت تصدق، وأحد الأسباب الرئيسية لاستقالة ميقاتي هي تأليف حكومة وطنية». كما سمى عاصم قانصوه باسم كتلة نواب «البعث» النائب سلام. ودعا إلى «إقرار قانون انتخابي جديد قائم على الوحدة الوطنية»، وطالب «بحكومة سياسية جامعة تجري الانتخابات في أسرع وقت ممكن». وحضر سلام إلى قصر بعبدا قبل الموعد المحدد، في إطار الاستشارات النيابية وبصفته نائباً وليس استدعاء للتكليف. واكتفى بالقول بعد لقائه رئيس الجمهورية: «سأتحدث لاحقاً». «القومي السوري» وقال أسعد حردان باسم كتلة نواب «الحزب القومي السوري»، «إن الكتلة سمت النائب سلام، ونحن أمام شعور أن القوى السياسية أمام امتحان كبير للخروج من الأزمة. ونفترض أن اللمسة الإيجابية المتمثلة بالإجماع على شخصية سلام لتولي رئاسة الحكومة، تجعلنا نتفاءل ونراهن بأن اللبنانيين يمكن أن يصلوا إلى مناخ الوحدة الوطنية، من خلال حكومة وحدة وطنية تعزز السلم الأهلي والوحدة والاستقرار في لبنان. ونشاطر اللبنانيين هذا التفاؤل الحذر». وأكدت كتلة نواب الأرمن التي تحدث باسمها النائب أغوب بقرادونيان تسمية سلام، وقال: «إيماناً منا بأن لبنان هو بلد الحوار والمشاركة، نرى في النائب سلام الشخص المعتدل الوفاقي والمناسب في هذا الظرف لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء». وسمى النائب عن «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت، النائب سلام، وقال: «رغبنا في أن تكون رئاسة الحكومة من غير المرشحين للانتخابات النيابية ومن الوجوه غير المستفزة للقوى المختلفة». كذلك سمى مروان حمادة النائب سلام، وقال: «في الوقت الذي يتسم فيه الربيع العربي ببعض العنف يتم تداول السلطة في لبنان بجو ربيعي، ونتمنى لتمام سلام أن تكون حكومته حكومة القلوب البيض»، مشيراً إلى أن «التجاذب طبيعي بالديموقراطية وما يجري هو مثال يجب أن يحتذى به في العالم العربي». وسمى فؤاد السعد، سلام «لما لديه من خبرة في شؤون السياسة ورثها عن والده وجده ونتمنى عليه تأليف حكومة وفاقية وتوافقية تطوي صفحة الماضي الذي نمر فيه ونبدأ بصفحة جديدة». وأمل أنطوان سعد بعد تسميته سلام أن يكون مجيئه «صورة واضحة عن صورة لبنان وصورة صائب سلام». وقال: «المهم الآن تشكيل الحكومة وآمل أن لا تحصل عرقلة ونتأمل أن تكون حكومة حيادية لإجراء الانتخابات». وسمى دوري شمعون سلام، وقال: «نحن مع احترام الدستور ومواعيده، البلد ليس مرتاحاً للدخول في ظروف غير مضمونة، واعتبر مع كل ثغرات قانون الستين أنه أفضل من لا قانون». كما سمى روبير غانم سلام، وقال: «نتمنى أن يكون التوافق عليه فرصة من أجل الخروج من الانقسامات والتوافق على رؤية مستقبلية موحدة تكون مناعة أمام المخاطر التي تهدد لبنان». وأكد بطرس حرب أنه «رشح تمام سلام لترؤس الحكومة ليس لأنه صديق عزيز وليس لأنه من رفاقنا في 14 آذار بل لأنه سياسي ملتزم بالمبادئ الوطنية لا يتنازل عن سيادة لبنان ولا يقبل بهدم الشرعي لأي سلاح غير شرعي، ولأنه ترجم الوحدة عام 1992 عندما قاطع الانتخابات مع المسيحيين تضامناً معهم، ولأنه محافظ على الديمقراطية ولأنه لم يسكت عن السرقة ولم يقبل بالصفقات المشبوهة، ولأنه متمسك بإجراء الانتخابات في موعدها». وقال نقولا فتوش: «إيماناً مني بأن سلامة الشعب هي الأسمى على الدستور والقانون، وانطلاقاً من أن سلام ابن صاحب شعار لا غالب ولا مغلوب، سميته لرئاسة الحكومة». واعتبر محمد الصفدي أن «تسمية النائب سلام إجماع للبنانيين لنعود إلى طاولة الحوار، وإن شاء الله تتألف حكومة تنقذ لبنان من هذا الوضع». وقال: «من دون شك نجحنا في الحكومة السابقة في درء الفتنة السنية الشيعية. وأفضل أن تكون الحكومة سياسية». واختتم سليمان الاستشارات بلقاء روبير فاضل الذي سمى سلام، وقال: «ليس المهم تشكيل حكومة المهم أن تكون الحكومة متجانسة لحل الأزمة الاقتصادية الملحة».