التزم رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري صيامه عن الكلام السياسي بعد لقائه الاسبوعي مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا، حيث تركز البحث بحسب بيان المكتب الاعلامي للقصر الجمهوري، على «الأوضاع الراهنة وآخر التطورات المتصلة بالشأن الحكومي والمراحل التي قطعتها»، في حين واصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مشاوراته واتصل بالرئيس السابق للحكومة عمر كرامي وتداولا في العقبات التي تعترض التشكيل، والتقى وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال طلال ارسلان وجرى عرض لآخر ما توصلت اليه الاتصالات بشأن التأليف واستكملت المباحثات خلال غداء عمل. وأعرب ارسلان بعد اللقاء عن ثقته بأن «الأمور في البلد تسير، ولو ببطء، في الاتجاه الصحيح وستتألف الحكومة بأسرع وقت ممكن، وتتضافر كل الجهود من أجل نجاح هذه المهمة الوطنية التي تخص كل اللبنانيين». وقال: «لا أحد في الموالاة ولا في المعارضة يريد ان يتأخر هذا الموضوع، وان شاء الله نتعاون جميعاً من اجل الوصول الى ما نهدف اليه، وهو وحدة البلد والشراكة والاستقرار فيه، وروح الوحدة الوطنية التي تجمع اللبنانيين خصوصاً في خضم التهديدات الإسرائيلية وكل ما من شأنه ان يعرض لبنان لأي اهتزاز، فنكون نحن بأفضل صورة لتكاتف الجهود والعمل للمصلحة الوطنية العامة». وأعرب عن اعتقاده بأن «هناك إيضاحات عدة مطلوبة من الموالاة والمعارضة، وان شاء الله تتحلحل الأمور كلها، ونصل الى أجوبة حول التساؤلات التي تطرح، لأن لا أحد في البلد من المعارضة أو من الموالاة، يريد تأخير عمل الحكومة او تأليفها. وان شاء الله بمعية الرئيس المكلف نستطيع ان نصل بأسرع وقت ممكن الى التأليف». وكان سليمان عرض مع النائبين حسين الحاج حسن ونوار الساحلي من كتلة «الوفاء للمقاومة» والنائب وليد خوري الأوضاع العامة. اما في ساحة النجمة التي انتقل اليها بري، فلم تنتزع لقاءات الاربعاء النيابية مواقف مستفيضة منه، اذ خرج النواب من مكتبه ليكتفوا بالقول: «الرئيس لا يزال صائماً عن الكلام وحزب الصائمين صار كبيراً». ونقلوا ايضاً اصراره على التوافق وانه «سيبذل المزيد من الجهد في هذا الاطار، ومن اجل تقريب وجهات النظر بين الجميع». ونقل احد النواب عن بري تشديده «على ضرورة ان نكون لبنانيين أكثر»، وفسر نواب هذا القول كل بحسب انتمائه السياسي اذ وضع نواب الاكثرية العقدة في ملعب رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون وتمسكه بتوزير صهره، فيما فسره نواب المعارضة ب «التدخل الاميركي – المصري». وذهب رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» الى القول ان «الحكومة دخلت في فندق خمس نجوم». وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية سيرج طور سركيسيان بعد اللقاء: «لم يسجل اي تقدم على صعيد تشكيل الحكومة». وقال الساحلي: «نحن متفائلون بحذر لأن الاتفاق السياسي حول شكل الحكومة 15-10-5 لا يزال معمولا به وأمل ان يكون حدود الخلاف داخلي والا يتخطى الحدود»، وأكد ان عون «لن يكون عقبة في التشكيل والمعارضة متفقة، في جميع اطيافها إما ان نكون مشاركين جميعاً في حكومة الوحدة الوطنية وإما ان نكون جميعاً خارجها اذا لم تكن متجانسة ومتوازنة». ودعا روبير غانم الجميع الى «الالتزام بالأصول الدستورية»، مستغرباً «الكلام عن تسمية كل فريق وزراءه». وقال: «الدستور يقول بالاستشارات الملزمة لتسمية الرئيس المكلف والاستشارات غير الملزمة من قبل الرئيس المكلف حول شكل الحكومة». وربط تأخير تشكيل الحكومة «بالخارج لأن الظروف الخارجية المستجدة تضغط علينا». وقال النائب اسطفان الدويهي (كتلة «المردة»): «الرئيس بري لا يزال ينتظر آذان الافطار الحكومي وان تخرج التشكيلة من المطابخ الخارجية المعنية بالحكومة»، ودعا القيادات السياسية الى «ان تتمرد على التعطيل الخارجي». واذ شاع خبر إلقاء القبض على الموقوف الفار طه حاجي سليمان في باحة المجلس النيابي، وطغى الكلام عن الحادث على الموضوع الحكومي حتى ان نواباً ربطوا بين الأمرين، وصرح عضو «اللقاء الديموقراطي» اكرم شهيب بأن «الحكومة كلها باتت في السجن». وفي المواقف من تشكيل الحكومة، رأى عضو كتلة «المستقبل» محمد قباني ان «القول ان القوى السياسية تسمي مرشحيها للحكومة وعلى الرئيس المكلف الأخذ بهذه الاسماء، وبالتالي توقيع مراسيم تشكيل الحكومة من دون اعتراض على احد، مخالف لنصوص الدستور التي ميزت بين استشارات ملزمة واخرى غير ملزمة». واوضح عضو كتلة «الكتائب» النيابية سامي الجميل بعد لقائه مطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة، ان «ما وصلنا اليه في الشأن الحكومي غير مقبول ومعيب للطبقة السياسية الموجودة، واذا استمرينا على هذا الشكل سيفقد الشعب اللبناني الثقة في البلد. ولا بد من التوقف عند الطريقة السيئة التي تعاملت فيها الطبقة السياسية مع موضوع تأليف الحكومة». وجدد الجميل تأكيده «ضرورة السعي لتقريب وجهات النظر بين مختلف الافرقاء اللبنانيين لا سيما المسيحيين»، مرحباً بالتقارب الحاصل بين بكركي والنائب سليمان فرنجية، وآملا أن تنسحب هذه الخطوة في اتجاه «القوات اللبنانية»، ولفت الى «أن هناك خطوات متقدمة في هذا المجال». واعتبرت «الجماعة الاسلامية» ان «الذين يسعون الى فرض شروطهم مستندين الى عوامل بعضها خارجي والبعض الآخر داخلي هم الذين يعيقون تشكيل الحكومة ويتسببون في اشاعة اجواء القلق»، مؤكدة ان الحكومة «يجب ان تشكل اليوم قبل الغد وفق معايير متعارف عليها وفي ضوء نتائج الانتخابات النيابية بطريقة تنسجم بالكامل مع ما يفرضه دستور البلاد وبمنأى عن اية ضغوط يلوح بها هذا الفريق او ذاك».