كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان رئيس تكتل «لبنان اولاً»، الكتلة البرلمانية الاكبر في المجلس النيابي، سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك في ختام استشارات نيابية ملزمة اجراها سليمان مع 128 نائباً على مدى يومين وخلصت الى تسمية 86 نائباً للحريري. وكان سليمان استكمل في قصر بعبدا امس، الاستشارات النيابية مع كتل ونواب مستقلين. «وحدة الجبل» وفي العاشرة والنصف صباحاً استهل الجولة الثانية من الاستشارات بلقاء كتلة «وحدة الجبل» التي تضم اربعة نواب برئاسة الوزير طلال ارسلان الذي قال: «لم اسم احداً، سميت حكومة وحدة وطنية، حكومة شراكة وطنية، وحكومة تطبيقاً للنص الدستوري القائم على الديموقراطية التوافقية في البلد». «نواب المردة» والتقى سليمان كتلة «نواب المردة» التي تضم اربعة نواب برئاسة سليمان فرنجية الذي قال: «لم نسم احداً، وندعو بالتوفيق لكل من سيكلف تشكيل الحكومة ونحن منسجمون مع موقف المعارضة». وعما اذا كان لا يزال متمسكاً بالثلث المعطل، اكد ان «موقفنا مبدئي بالنسبة الى هذا الموضوع». «الاحزاب الوطنية والقومية» والتقى كتلة «الاحزاب الوطنية والقومية» التي تضم اربعة نواب برئاسة اسعد حردان الذي قال: «على قاعدة الثقة التي نوليها لفخامة الرئيس ودرايته بلملمة هذه الاوضاع المأزومة عبّرنا عن ثقتنا به وبدوره وحكمته في ادارة الشأن العام، اما في موضوع الحكومة فبكل أسف، كنا بعد الانتخابات النيابية نراهن على الانتقال الى مرحلة فيها حس اكثر بالمسؤولية الوطنية بهدف جمع الصف لمواجهة ما يهدد لبنان واستقراره ووحدته، وخفض الخطاب الطائفي والمذهبي وإلغاء الازمة التي نعاني منها بصورة تدريجية، لأن البلد كان مأزوماً قبل الانتخابات ويعاني من ازمة سياسية، وكنا نراهن على انتهاء هذه الحال بعد الانتخابات، لكننا نقول ان الاشارات التي لمسناها بعد هذه الانتخابات، من الايدي الممدودة الى غياب الرؤية الواضحة حول الطروحات السياسية وكيفية ترجمة فعل الأيدي الممدودة باتجاه التفاعل الداخلي في وحدة الصف اللبناني للأسف لم نلمسه، بل لمسنا حالة تسريع للمسائل وكأن هناك نوعاً من اختصار للوقت والفعل والتفاعل بتوحيد الرؤية لانقاذ البلد من ازمته، وعلى هذا الاساس، وجدنا اننا لا نستطيع تسمية احد لرئاسة الحكومة». «التوافق الأرمني» والتقى سليمان كتلة «التوافق الارمني» التي تضم اربعة نواب تحدث باسمها سيبوه قلبكيان فأعلن: «اننا سمينا سعد الحريري لرئاسة مجلس الوزراء ونتمنى من كل القوى السياسية تسهيل وتسريع تأليف الحكومة». وزاد: «سمينا سعد الحريري بصورة خاصة، لأنه يمثل الاعتدال الذي نحن كلبنانيين بحاجة ماسة اليه، وكنا ايضاً الى جانب رئيس الجمهورية في احلك الظروف وما زلنا الى جانبه. وسنسعى في المستقبل الى تعزيز دور الرئاسة الاولى». «التضامن» والتقى سليمان النائب احمد كرامي عن كتلة «التضامن» التي تضمه والرئيس نجيب ميقاتي، وقال كرامي: «الكتلة برئاسة الرئيس ميقاتي سمت الصديق ابن الصديق سعد الحريري لرئاسة الحكومة. ونتمنى ان يتم استعجال التأليف من اجل مصلحة البلد، وكما قال بالأمس الرئيس ميقاتي إن شاء الله يكون وجهه سعداً على الشعب اللبناني». «الوفاق الوطني» ثم التقى سليمان كتلة «الوفاق الوطني» التي تضم نائبين، وقال الوزير محمد الصفدي باسمها: «سمينا سعد الحريري لتأليف الحكومة ونتمنى له التوفيق في هذه المهمة». «نواب الارمن» واستمع سليمان الى موقف كتلة «نواب الارمن» التي تضم نائبين وقال باسمها آغوب بقرادونيان: «كما اعلنا قبل الاستشارات وقبل اي طرف سياسي لبناني، فإننا في خلال لقائنا مع الرئيس سمينا سعد الحريري لتأليف حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها اكبر عدد وأكبر نسبة من الاطراف السياسية اللبنانية. ونطالب بأن يكون لكتلة نواب الارمن ممثل في الحكومة». وعن سبب تمايز موقف الكتلة عن موقف المعارضة، قال: «نحن اساساً مميزون، وعندما كنا نقول ان هدفنا ككتلة نواب ارمن ان يكون لدينا القرار الذاتي والمستقل، فإن المثل الاول لهذا القرار الذاتي هو تسمية سعد الحريري». «الجماعة الاسلامية» واستقبل سليمان نائب «الجماعة الاسلامية» عماد الحوت الذي قال: «اكدنا للرئيس الدور الذي تشدد عليه الجماعة الاسلامية ويرغب به كل اللبنانيين لمقام رئاسة الجمهورية بأن يكون دور الحكم ويعطي هذا الدور الفاعلية المطلوبة. كما تمنينا ان تكون المرحلة المقبلة مرحلة ترميم مؤسسات الدولة العادلة والحاضنة لجميع اللبنانيين، وأن نخرج من الاصطفافات السياسية التي تقسم البلد بحدتها ونرجع الى البرامج السياسية، فيعبر كل فريق عن وجهة نظره ويترك للديموقراطية ان تأخد مداها الى اقصى حد. وفي ما يتعلق بتسمية رئيس لتشكيل الحكومة، سميت النائب سعد الحريري». النواب المستقلون والتقى رئيس الجمهورية الوزير تمام سلام الذي اكد ان «القصر الجمهوري يشكل مرجعية لكل اللبنانيين، خصوصاً ان في موقع الرئاسة في هذه المرحلة قيادة توافقية يجسدها الرئيس ميشال سليمان، وهي في رأيي الاساس في مسيرة اعادة النهوض بالبلد». وقال: «توافقنا جميعاً على بناء هذا البلد سوياً. من هنا، فإن لهذه القيادة حصة ومساحة كبرى في عملنا وفي مشروعنا المستقبلي، اضافة الى ان هناك فرصة للخروج بحكومة وبتشكيلة حكومية انطلاقاً من التوافق السائد في البلد للمضي في مواجهة استحقاقاتنا». وأعلن ان «هذه الحكومة لا بد من ان يرأسها شاب واعد لنا ملء الثقة به وبموقعه في رئاسة الاكثرية. ان المرحلة بحاجة لمن لديه القدرة والامكانات والنيات الطيبة لمستقبل بلدنا. نعم، سعد الحريري هو مرشحنا لرئاسة الحكومة، وأبلغت الرئيس بذلك. وآمل ان ترتقي كل القوى السياسية في الاكثرية والاقلية الى مستوى التحدي الذي نواجهه، فالظروف الاقليمية مواتية ويجب علينا ألا نضيع الفرصة، انما علينا رص الصفوف والتعالي فوق حزازاتنا وحساسياتنا وصغائرنا، فبلدنا لن ينهض الا على اكتاف الكبار. فيا ايتها القوى السياسية كوني كبيرة في مواجهة المستقبل وثقي بأننا اذا ما توحدنا لا يمكن احداً النيل منا او إضعافنا، بل ينهض لبنان ويقوى ونفاخر به بوحدتنا الوطنية». وعن العقبات التي ستواجه تأليف الحكومة، قال: «تأليف الحكومة ليس امراً سهلاً، فهو يتطلب الكثير من التشاور والتداول، ونأمل ألا تطول كثيراً هذه المرحلة لأن البلاد بحاجة الى النهوض السريع، والحكومة الحالية كانت حكومة انتقالية لفترة سنة ادت خلالها ما عليها ولكنها لم تتمكن من تحقيق بعض الامور التي تحتاج الى ثبات واستقرار ونفس طويل. وآمل ان يتم ذلك من خلال الحكومة الجديدة. وأدعو جميع القوى الى ان تسهل وتساعد لا ان تعرقل او توقف المساعي، فالتعطيل او العرقلة اياً كان شكلهما غير مفيدين لا اليوم ولا غداً ولا في اي وقت للبنان». والتقى سليمان النائب بطرس حرب الذي قال: «رشحت سعد الحريري لترؤس الحكومة. وفي الوقت عينه كانت مناسبة للخروج بالبحث عن شخصية المرشح الى شكل الحكومة. فبرأيي ان دور رئيس الجمهورية في الاستشارات لا ينحصر بطلب اسم المرشح لترؤس الحكومة بل يتعداه الى التشاور مع النواب والقوى السياسية حول شكل هذه الحكومة خصوصاً في الظروف السياسية التي تحيط بهذا الامر، لهذا السبب، لفت نظره الى الموقف الذي أعلنته سابقاً لجهة رفض ان يصار الى تشكيل اي حكومة فيها الثلث المعطل نظراً الى التجربة الحزينة والفاشلة التي عشناها في الفترة السابقة. وطلبت منه ان يحتفظ هو كرئيس للجمهورية وكرمز لوحدة البلاد بحصة مرجحة في التصويت في مجلس الوزراء في اي حكومة تشكل، ومن الافضل ان يصار الى الاتفاق على مضمون برنامج الحكومة والبيان الوزاري قبل تشكيلها لئلا نقع، كما وقعنا في الماضي، في مشكلة كيفية الخروج من مأزق التشكيل من دون الاتفاق على برنامج مسبق». والتقى سليمان النائب روبير غانم الذي اوضح انه سمى الحريري آملاً «ان يوفق في مهمته في تشكيل الحكومة». واستمع الى النائب ميشال فرعون الذي حضر على رأس كتلة «القرار الحر» (الاشرفية) والتي تضم اربعة نواب وقال: «سمينا احترام الديموقراطية من اجل مرحلة جديدة لإطلاق المؤسسات واحترام الدستور وروحيته وتفعيل الحكومة بروحية وحدة وطنية من دون تعطيل. سمينا النائب سعد الحريري لتشكيل هذه الحكومة». ثم التقى رئيس الجمهورية النائب روبير فاضل الذي قال: «سميت النائب سعد الحريري. وأعتقد ان موضوع التكليف اصبح شبه محسوم وسيكون وراءنا، وأتمنى في موضوع التشكيل ان تسود الروح الايجابية والتعاون التي سادت خلال انتخاب الرئيس بري وأن نرى حكومة جديدة قريباً». والتقى سليمان عضو كتلة «المستقبل» النيابية رياض رحال الذي تغيب اول من امس، عن كتلته خلال زيارتها رئيس الجمهورية لأنه كان خارج البلاد، وقال انه اكد للرئيس «تسمية سعد الدين الحريري لتأليف الحكومة وتمنيت له ولسعد الحريري في الحكومة العتيدة المقبلة ان يسير لبنان على الخط الصحيح ونتمنى الازدهار من جديد للبنان». وامتنع النائب دوري شمعون بعد لقائه سليمان عن الإدلاء بأي تصريح. وكانت خاتمة شريط الاستشارات النائب نايلة تويني التي قالت: «نحن كلبنانيين، وكشباب لبناني وكمؤمنين بالتغيير يجب ان نكون داعمين لرئيس الجمهورية، لأن على يده خلاص لبنان. وسميت لرئاسة الحكومة النائب سعد الحريري لأن يده ممدودة للجميع وكلنا نعمل للحلم الذي نطمح اليه وهو لبنان من دون حرب او مشاكل او إقفال او عرقلة، لبنان الذي فيه شاب مثل سعد الحريري يشكل حكومة يجمع فيها الكل ويتطلع الى لبنان المستقبل لنريح اللبنانيين من كل المشاكل التي مروا بها». وقرابة الثانية بعد الظهر وصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى قصر بعبدا والتقى على الفور الرئيس سليمان للاطلاع على نتائج الاستشارات النيابية. ووصل الحريري الى القصر الجمهوري بعد اقل من ساعة واجتمع على الفور مع الرئيس سليمان الذي ابلغه مرسوم تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة بعدما حاز اصوات 86 نائباً.