القدس المحتلة، عسقلان - رويترز - أثارت صحيفة سويدية غضبا في اسرائيل بعد ان نشرت قصة حول سرقة الاعضاء البشرية لفلسطينيين وهو تقرير وصفه مسؤول اسرائيلي بانه "ينضح بالكراهية" المعادية للسامية. وانتقد اعضاء مجلس الوزراء الاسرائيلي اليوم الاحد الحكومة السويدية لعدم ادانتها نشر التقرير في صحيفة افتونبلات. وقال دانييل هيرشكوفيتز الوزير الاسرائيلي "انه سلوك غير مقبول لحكومة السويد وآمل بشدة ان تتوصل في وقت قريب الى الطريقة المناسبة لادانة نشر ذلك في الصحيفة السويدية." وقال اسحاق هرتزوغ الوزير الاسرائيلي قبل دخوله الاجتماع الاسبوعي "نحن نتوقع من اصدقائنا في السويد ان يعبروا عن رفضهم لمحتوى مثل تلك المقالة. غير انه من الواصح لي كشخص يعرف كارل بيلدت شخصيا انه رجل شريف وذو كرامة وانه سيجد طريقة للتعبير عن عدم رضاه عن مثل تلك المقالة ومن ناحية اخرى فنحن من جانبنا سنفكر في اتخاذ اجراءات قانونية ضد الصحيفة التي نشرت مثل تلك المقالة." وكررت الصحيفة اتهامات فلسطينية تعود الى اوائل التسعينات بأن جنودا اسرائيليين انتزعوا اعضاء بشرية من رجال لقوا حتفهم اثناء اعتقالهم. وبدأ المقال بالاشارة إلى قضية في ولاية نيوجيرزي الامريكية حيث وجه اتهام إلي يهودي امريكي بالاتجار في الكلى البشرية. وانتقد محرر صحيفة افتونبلات يان هلن اسرائيل بشدة لمهاجمتها تغطية صحيفته. ووصف هلن المقال بانه مقال رأي يثير تساؤلات عن اسرائيل في سياق ما يشتبه في انها صلة لاسرائيل بالقضية المنظورة في الولاياتالمتحدة. ونفى اي اشارة الى معاداة السامية من جانب صحيفته. لكن في تصريحات تعكس الغضب الاسرائيلي من الانتقادات الخارجية وخاصة من اوروبا بشان معاملة الفلسطينيين ولاسيما منذ الحرب الذي شنتها اسرائيل في غزة في يناير كانون الثاني تحدث مسؤولون ومعلقون اسرائيليون بقوة للتعبير عن مظالم تاريخية لليهود ضد اوروبا عموما والسويد بصفة خاصة. وذكرت صحيفة اسرائيلية ان مسؤولين سويديين رفضوا رسميا ادانة المقالة وهو عمل ينظرون اليه على انه نتيجة لحرية التعبير. ولكن وفقا لما اوردته صحيفة معاريف كانت وزارة الخارجية السويدية هي التي مولت جزئيا كتابا في عام 2001 اتخذت منه الاتهامات. في الوقت نفسه، يؤخر المكتب الصحافي الحكومي الذي يصدر بطاقات ممارسة العمل الصحفي للصحافيين الاجانب الذي يسمح لهم بالعمل وتغطية الانباء في اسرائيل والاراضي الفلسطينية بطاقات صحفيين من صحيفة افتونبلات. وقال داني سيمان رئيس المكتب الصحفي الحكومي "ان من حقنا ان نقيم ما اذا كان الشخص صحفي أم لا وسأقول انه في الماضي .. في الحالات التي كان يعمل فيها الناس في مؤسسات معادية للسامية بشدة كانوا يحرمون من الحصول على بطاقات صحفية. نفس الشيء ينطبق على هذه الحالة سنقيمها لنرى ما اذا كانت افتونبلات ستواصل كونها محورا للاتهامات المعادية للسامية ضد الشعب اليهودي ام انها ستصبح منظمة اعلامية معقولة وجادة. هذا هو ما سنقيمه." واضاف "ابلغناهم اننا اذا ما استغرقنا بعض الوقت سيكون من الضروري تقييم طلبهم. وسألونا لماذا يتعين عليهم ان يمروا بفحوصات معينة - على سؤال ما هي الفحوصات بدقة؟ قلنا اننا سنفحص نوع دمائهم لنعرف ما اذا كانوا مؤهلين للحصول على زراعة اعضاء." وقال ماتس جيزيلوس وهو صحفي سويدي يعمل في القدس لحساب صحيفة افتونبلات لرويترز انه يعتقد ان الخلاف الدولي "ضجة كبيرة بلا داع". وقال جيزيلوس "انها مقالة ربما لم يكن بها من الادلة ما يدعمها ولكنها ليست افضل مقالة كتبت. انها ليست اكثر من مقالة رأي في الصفحة الثقافية لصحيفة سويدية اصبحت فضيحة دبلوماسية." وردا على نوايا المكتب الصحفي الاسرائيل في تأخير البطاقات الصحفية قال جيزيلوس "انه رد فعل عصبي. وعندما يحدث شيء كذلك يريدون دوما ان يفعلوا شيئا وانا اقول انني لا اعرف الغرض الذي تخدمه بجعل الامور اصعب بالنسبة لعمل الصحفي هنا او ان تعادي الصحافيين السويديين او الصحافيين من صحف معينة او خلافها. شهدنا ذلك من قبل مع هيئة الاذعة البريطانية وشهدناها مع اخرين ولم تخدم أي غرض."