وجه البابا تواضروس الثاني بطريرك الاقباط الارثوذكس انتقادات حادة للرئيس محمد مرسي حيث اتهمه ب"التقصير" في حماية مقر الكنيسة المصرية التي وصفها بانها "رمز وطني" وذلك بعد تعرضها الاحد الى اعتداء غير مسبوق في تاريخها. وكان مرسي اجرى الاحد اتصالا هاتفيا بالبابا تواضروس الثاني عقب اندلاع الصدامات امام الكاتدرائية التي ادت الى مقتل شخصين احدهما قبطي، اكد فيه انه يعتبر "الاعتداء على الكنيسة اعتداء علي شخصيا". وقال البابا في تصريحات لقناة اون تي في "سيادة الرئيس اتصل بي وكان يطمئن وكانت الامور (الصدامات) في بدايتها ووعد بحماية الكاتدرائية لكن على ارض الواقع لم نجد ذلك". واعتبر تواضروس الثاني ان "الامور التي حدثت تجاوزت كل الخطوط الحمراء"، مصيفا ان "الاهمال والتقصير واضحان جدا في التعامل مع الازمة". واكد ان التعبير عن المشاعر الطيبة "لا يكفي ابدا ويفترض ان تكون هناك وقفة حاسمة، نحن نريد عملا لا مجرد اقوال لمواجهة الاعتداء الصارخ على الكنيسة التي هي رمز وطني"، مشدداً على انه "عبر الفي سنة لم تتعرض الكنيسة لمثل هذا" الاعتداء. وتابع "ننتظر خطوات من الدولة على ارض الواقع فالكنيسة المصرية جزء من المجتمع المصري والدولة هي المسؤولة عنها وعن كل مواطنيها". وكانت الصدامات اندلعت امام الكاتدرائية عقب قداس جنائزي اقيم على ارواح اربعة اقباط قتلوا في مواجهات طائفية يوم الجمعة الماضي في بلدة الخصوص بمحافظة القليوبية (قرابة 20 كيلومتر شمال القاهرة). وقتل مواطن مسلم كذلك في هذه المواجهات. وفيما كان المشيعون الاقباط يخرجون من مقر الكاتدرائية ويهتفون ضد الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها، قام مجهولون بالاعتداء عليهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف وطلقات الخرطوش (التي تطلق من بنادق صيد). كما اطلقت قوات الشرطة التي تمركزت في محيط الكاتدرائية قنابل مسيلة للدموع سقطت داخل باحة الكنيسة القبطية التي استمرت الاشتباكات امامها عدة ساعات. ويعد الاقباط اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط ويشكلون ما بين 6% الى 10% من عدد سكان مصر البالغ 84 مليونا. وتقع صدامات طائفية بين الحين والاخر بين المسلمين والاقباط في مصر سواء بسبب خلافات عادية بين الجيران او قصص حب بين شباب وشابات مسلمين ومسيحيين او بسبب احتجاجات مسلمين على بناء كنائس جديدة او توسيع الكنائس القائمة. ومنذ سقوط نظام حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، قتل خمسين مسيحيا والعديد من المسلمين في مواجهات طائفية. ومع انتخاب رئيس ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين في حزيران/يونيو 2012، تزايد احساس الاقباط بعدم الامان وبالتهميش رغم وعد مرسي بان يكون "رئيسا لكل المصريين". واتخذت الكنيسة القبطية خلال الشهور الاخيرة مواقف معارضة للرئيس مرسي خصوصا عندما قررت نهاية العام الماضي الانسحاب من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور التي هيمن عليها الاسلاميون. واحتجت الكنيسة بصفة خاصة على اصرار الاسلاميين على اضافة مادة في الدستور الجديد تفتح الباب لاكثر التفسيرات تشددا لمبادئ الشريعة الاسلامية التي ينص الدستور المصري على انها "المصدر الرئيسي للتشريع".