إذا ما أردنا أن نلتمس نقاط الضعف التي أسهمت في ابتعاد المنتخب السعودي عن منصات التتويج وحرمته من الوصول إلى المحفل العالمي في آخر مناسبتين، لا بد لنا من أن نعيد عجلة الزمان للوراء حتى نقف عند آخر إنجازات «الأخضر»، ونتعرف على تلك الأسماء التي كانت تجلب البطولات ونقارنها بالأسماء الحالية، من نواحٍ عدة، فآخر بطولات الأخضر القارية والتي تأتي تحت مظلة «فيفا» كانت قبل 18 عاماً عندما حقق الأخضر لقب البطولة الآسيوية عام 1996، وعلى المستوى الخليجي عام 2006، وهو العام ذاته الذي شهد المشاركة العالمية الأخيرة في مونديال ألمانيا. الأخضر في أعوام التألق في سماء الذهب ومنصات التتويج على مدار عقدين من الزمن لم يعتمد على اسم بعينه في جميع مراكزه عدا حراسة مرماه وخطوطه الخلفية التي لم يطلها التغيير كما طال الخطوط والمراكز الأخرى، والبداية من سنغافورة عام 1984 عندما أشرقت منها شمس البطولات السعودية وصولاً إلى المنجز الأخير عام 2006، إلا أن حراسة المرمى لم تبتعد عن عبدالله الدعيع وشقيقه محمد الدعيع ومبروك زايد، كما أن الخطوط الدفاعية هي الأبرز في تلك الحقبة وظلت الأكثر ثباتاً وقوة بوجود صالح النعيمة الذي صنع هيبة الدفاع السعودي، ومحمد الخليوي الذي يعد من أكثر اللاعبين تمثيلاً للأخضر السعودي ب172 مباراة، يليه عبدالله سليمان ب142، وحسين عبدالغني ب132، ومحمد عبدالجواد ب121، وأحمد جميل ب116 مباراة. ثبات الأخضر طوال تلك الأعوام على أسماء معينة على رغم أن 29 طاقماً فنياً مروا على «الأخضر» في عصره المشع بداية من خليل الزياني ونهاية بالأرجنتيني كالديرون، إلا أن هذه الأسماء أجبرت جميع المدربين على ضمهم للتشكيل الأساسي لثبات مستوياتهم وأدائهم الرفيع، وإذا قارنا قائمة المنتخب الحالية بالسابقة سنجد أن الحارس وليد عبدالله تسلم راية الدفاع عن مرمى المنتخب السعودي من آخر العمالقة مبروك زايد، غير أن الأسماء الدفاعية شملتها الغربلة، فلم يستقر المدربون على تشكيل ثابت من موسم إلى آخر وعلى المستويات كافة، ولم يبرز مدافع في موسم حتى يتراجع مستواه في الموسم الذي يليه، حتى بات المدافع الأجنبي المنقذ لجميع الأندية لتردي أداء المدافع المحلي. وكانت أهداف المنتخب الأسترالي على منتخبنا الوطني في المباراة الودية الأخير بمثابة جرس الإنذار لتجنب نتائج كبيرة في مناسبات رسمية، والبحث عن صناعة المدافع المحلي الذي بات عملة نادرة من الصعب الوصول إليها أو الاحتفاظ بها، ولم تهتم الأندية لهذه الصناعة الثمينة وبحثت عن نتائج وقتية وبحثت إداراتها عن التعاقد مع مدافعين لتأمين الخطوط الخلفية أمام شح لاعبي الدفاع، حتى إن الاتحاد للمرة الأولى في تاريخه يتعاقد مع مدافع أجنبي هذا الموسم وجلب لصفوفه المدافع الأردني محمد الضميري. «العميد» واحد من ضمن 12 نادياً تعاقدوا مع 14 مدافعاً أجنبياً، 9 منهم تم استقطابهم من قارة آسيا، وثلاثة من أفريقيا، ومدافع وحيد من أوروبا، وإن كان الهلال والخليج أكثر اعتماداً على العنصر الأجنبي بواقع مدافعين لكل فريق، إذ يمثل الأول البرازيلي ديغاو والكوري كوك تاي هي، والثاني الأردنيان شريف عدنان وإبراهيم الزواهرة، فيما بقي البحريني محمد حسين للموسم الثالث مع النصر، وكذلك هو الحال لمدافع نجران الجزائري فريد شكلام، والكيني ديفيد أوتشنغ استمر مع التعاون للموسم الثاني، والأردني أنس بن ياسين عاد للدوري السعودي مجدداً مع الرائد، والشباب تعاقد أخيراً مع الأردني طارق خطاب، وكذلك الفتح استعان بالسوري أحمد ديب، وتعاقد الشعلة مع المدافع الغاني أحمد أدمز، ولهجر جورجي يانكوفيتش مدافع من الجبل الأسود، في الجانب الآخر استغنى الأهلي والفيصلي عن المدافعين الأجانب ولم يكونوا ضمن خيارات الأجهزة التدريبية، في مشهد يندر حدوثه بين الأندية السعودية في المواسم ال10 الأخيرة.