(الحُب) لا أذكرُ يوماً أتيتُ الحُبّ فيه بربطة عنقٍ أنيقةٍ، وثيابٍ مكويّةٍ بعناية، أبداً.. أجيء إليه كما يأتي عالِمُ حيوانٍ إلى غابة؛ كاميرا على كتفه، وَحْلٌ يُغطّي قدميه، ويختبئ بعيداً ليصوّر دقائق معدودة هذا المخلوق العدائي الرّقيق. (توجُّهات) أعيشُ في تقاطُع أربعة شوارع سريعة في وسطها تماماً. أُفسدُ إشارات مرورها، أُصلحُ كوبَ شايٍ ثُمّ أرقُبُ ضاحكاً هشاشة الناس وعِظامِ أحلامهم. (عَودَةٌ إلى نَص) عندما طلب مني النّاشرُ تعديل النّص، عُدتُ إليه كمن يَعوُدُ مريضاً. الكثير من الورود بين يديّ وعُلبةُ كاكاو لتمويه النوايا. في الحقيقة، لم يكن نصّاً مكتملاً.. كان خديج الوجه والكتفين، يستلقي على سرير عمليات، ودون أن يلاحظني أتيته بلباسٍ أخضَرٍ وكمّامٍ على الفم. الموسيقى هادئة في غرفة الجراحة هذه.. أوجّه ضوء الكشّاف إلى جسده؛ شرايينٌ كأنابيب الماء، خلايا نافرة، قلبٌ عنيدٌ وعَينان تحدّقان فيّ باستغراب.. هكذا بكل عفوية وقف، أخذني من يدي، أجلسني مكانه وكشف عن صدري. بعدها لم يعرِفني النّاشر. (نافذة كُومِكْ) ليتها واضحة أيّامي مسترسلةً في مِنيو وتحت الطلب.. صريحة الأسرار والعداوات مثل رسوم ال كومِكس.. ليست مشكلةً أن يستلقي كلامي في فقاعة ُكومِكْ واهنة شرطَ أن تكون بجانب مخرجٍ لطريقٍ سريع. تدهَمُني شهوةٌ للخروج دَهْمَ شاحنةٍ مُسرعة.. فيَّ سأم الّذي يفتح محفظته ليرى صوراً شابّةً لمن شاخوا.. سَأَمُ الطفلِ الّذي يتقافَزُ أمام الكاميرا يريد الظهور في كل الصور.. أُطِلُّ من نافذتي في قصّة كومِك على نوافذ جيراني؛ أستطيعُ القفزَ إليهم أغِيرُ، أُغَيِّرُ، أسألُ وأجتهد.. وفي النافذة الأخيرة – رُبما العدم - أفتحها كما فُتح بابُ الغيمة في فيلم The Truman Show وأدلفُ ليعرفوا لاحقاً أنني - في كُلّ ضباب أيّامي - لم أكن أصطادُ سمكاً.. كنتُ أصطادُ البحر. (12:00 am) وجدته مخلوعاً قُفلُ بابي عندما عدتُ.. رُحتُ أتدرّجُ في تَرَشُّف الخوف حتى ذوى عنقي. صِرتُ ضعيفاً وخافت الضوء فلَبَدتُ تحت الطاولة، وبخلفيّة بِنك - بانثر في المشهد حدّقتُ بريبَةٍ في الحياة وملهاتها. هكذا عشتُ نهاية ألفيّةٍ وتفتُّح أخرى. * شاعر سعودي.