انطلقت جلسات ندوة الآثار الاجتماعية للتوسع العمراني في المدينة العربية اليوم، بمناقشة سبع أوراق عمل وفق محاور الندوة التي تنظمها أمانة منطقة المدينةالمنورة بالتعاون مع المعهد العربي لإنماء المدن في فندق المرديان على مدار ثلاثة أيام، وذلك تحت رعاية وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وتأتي الندوة ضمن فعاليات الاحتفاء بمناسبة المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2013. وأشار المتحدث الرسمي بأمانة منطقة المدينةالمنورة رئيس اللجنة الإعلامية للندوة المهندس عايد البليهشي بأن الندوة تتضمن خمس محاور رئيسية وهي محور أثار ومظاهر ومسببات التوسع العمراني في المدن العربية ومحور الظواهر الاجتماعية السلبية والايجابية الناجمة عن التوسع العمراني ومحور تأثير الاستراتيجيات التنظيمية والمخططات الهيكلية المكانية على السلوكيات والتركيبات الاجتماعية ومحور الأنظمة والتقنيات الحديثة في التعامل مع متطلبات التوسع العمراني ومعالجة المشاكل الناجمة عنه والمحور الأخير يتم فيه استعراض تجارب وتطبيقات عملية ناجحة عربية ودولية في معالجة ومواجهة تأثيرات التوسع العمراني على الجوانب الاجتماعية في المدن العربية. وأضاف البليهشي بأنه تم مناقشة سبعة أوراق عمل في اليوم الأول من الندوة تضمنت الورقة الأولى عنوان الآثار الاجتماعية للتوسع العمراني في المدن العربية والتي قدمها المهندس عبدالعزيز الحصين، وأوضح من خلالها بأن المدينة العربية الإسلامية هي ناتج لتفاعل مقومات وأفكار الحضارة العربية الإسلامية مع الثقافات المحلية والظروف البيئية والمناخية السائدة، حيث تنتج الشخصية الحضارية من تفاعل التشريع والسلوكيات مع الثقافات المحلية للبيئة، منوهاً بأن ذلك يظهر واضحاً من خلال مستويات التعبير عن سلوك وحضارة مجتمع المدينة العربية الإسلامية، وبدراسة النمط العمراني الإسلامي التقليدي من خلال الهيكل الثقافي الاجتماعي يتضح أن الحاجة إلى التحكم في السلوك والاتصال الجماعي يعتبران من أهم المحددات لتصميم الفضاءات ابتداء من تصميم الغرف في المسكن وحتى تجمع المساكن مع بعضها لتشكل هيكل النسيج الحضاري. وأوصى معالي المهندس الحصين على إيجاد مناهج ومقررات التصميم المعماري والتخطيط الحضري تعكس الشخصية العربية والتعاليم الإسلامية وتحافظ على الطابع المعماري المحلي وإيضاح خطورة الانجراف مع تيار العولمة الذي يسعى لطمس الثقافات العربية والإسلامية وتغليب الغربية عليها، إضافة إلى استغلال التقنية الحديثة في التواصل مع المجتمع لإيضاح أهمية الحفاظ على الهوية العربية في العمارة والتخطيط للمدن العربية. في حين عنون الدكتور المهندس بكر هاشم بيومي ورقته العلمية بديناميكية التحول العمراني في المدينة العربية والقياس والتنبؤ ودراسة حالة مدينة القاهر وأشار فيها أنه أصبحت عمليات التحول العمراني في اطارها ومدلولها العام قضية أساسية وهامة للمجتمعات المتقدمة والنامية على السواء، منوهاً بأنه أصبح من المهم التحكم في النظم المكونة للمدينة العربية والتعامل معها لإحداث التنمية من جهة ولمواجهة التوسع العمراني الحتمي الغير مخطط للمدينة العربية من جهة أخرى. وأوضح الدكتور سعيد حمدان من خلال ورقته العلمية بعنوان التخطيط الحضري وانعكاساته الاجتماعية في منطقة عسير بأن منطقة عسير رائدة في مجال الاهتمام بتوطين السكان واستقراهم في تجمعات سكانية يمكن من خلالها توفير الخدمات الأساسية لهم التخطيط الحضري وانعكاساته الاجتماعية في منطقة عسير، مستدلا بمشروع توطين سكان الحبلة عام 1399ه بقرية الملك فيصل الخيرية، مشيراً بأنه توالت المشاريع التنموية لمراكز النمو في منطقة عسير حيث بلغت 16 مركزاً في الفترة الراهنة. كما تم مناقشة الورقة العلمية للدكتور صلاح الدين عثمان بعنوان التخلخل الاجتماعي في المراكز الحضرية المتسارعة في النمو، والتغير في النسيج السكاني بتأثير ظاهرة التعلية الطبقية والآثار المترتبة عليه للدكتورة أمل أحمد كمال، والنمو الحضري المتسارع لعبدالله النعيم، وتحليل ظاهرة التمايز العمراني والاجتماعي للأحياء السكنية الناجمة عن التوسع العشوائي للدكتور نويبات إبراهيم.