«القاتل الصامت» Silent Killer. إنه أحد الألقاب الشائعة لمرض ارتفاع ضغط الدم Hypertension. وتنافسه أسماء اخرى مثل «مرض العصر» و «مرض الحضارة» و «مرض أصحاب الياقات البيض»، وهي أسماء يتشاركها مرض ارتفاع ضغط الدم مع أمراض كالسكري وأمراض القلب وارتفاع الدهون وغيرها. في هذه السنة، ومع تزايد انتشار هذا المرض بصورة هائلة، ارتأت «منظمة الصحة العالمية» أن تجعله موضوعاً رئيساً ل «اليوم العالمي للصحة» International Health Day، الذي احتُفِيَ به أخيراً. وفي هذه المناسبة، لفت الدكتور علاء علوان، المدير الإقليمي ل «المكتب الإقليمي لشرق المتوسط» في «منظمة الصحة العالميّة»، الأنظار إلى أن ضغط الدم يصيب ربع البالغين ممن تزيد أعمارهم عن 25 عاماً، ويتسبّب بقرابة 8 ملايين وفاة سنوياً (يساوي 13 في المئة من اجمالي الوفيات) إضافة الى مساهمته في نصف الوفيّات الناجمة عن سكتات الدماغ وإصابات القلب والشرايين. وأشار علوان الى أن لقب «القاتل الصامت» يشير إلى أن المرض ربما يصل الى مراحل متقدّمة من دون ظهور أعراض جسمانية واضحة تدلّ عليه. وبيّن أنه يُكتشف متأخراً في أحيان كثيرة، بعد أن يصيب بالضرر كثيراً من أعضاء الجسم الأساسية كالكلى والقلب وحتى العيون. وأضاف علوان أن هذه المعطيات تفسر الشعار الذي جرى اختياره هذه السنة ل «اليوم العالمي للصحة» وهو «راقب ضغطك، تحمي حياتك وتحسّن صحّتك». وأبدى تشاؤمه حيال صورة الضغط في منطقة الشرق الأوسط، مُبيّناً أن عناصر الخطورة المتّصلة بالضغط تتوافر بقوّة في هذه المنطقة، خصوصاً أن نصف نسائها وثلث رجالها لا يمارسون نشاطاً بدنيّاً يذكر. وكذلك أدرج تصاعد نسب البدانة والتدخين (نصف رجال المنطقة مدخنين)، وانتشار المأكولات السريعة «فاست فود»، ضمن عوامل الخطورة التي تنذر بعواقب وخيمة، خصوصاً ما يتعلّق بارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته. معلومات أساسية في «اليوم العالمي للصحة»، حرصت «منظمّة الصحّة العالميّة» على بثّ مجموعة من المعلومات الأساسيّة حول ارتفاع ضغط الدم، تشمل: - يصبح ضغط الدم مرضيّاً عند يتجاوز حدّه الأعلى 140 ملليمتر/ زئبق، ويعلو حدّه الأدنى فوق 90 ملليمتر/ زئبق. - يعاني 2 من كل 5 أشخاص بالغين في منطقة الشرق الأوسط، مرض ارتفاع ضغط الدم. - يتواصل التزايد في انتشار مرض ضغط الدم في الشرق الأوسط نتيجة التغيير في أنماط حياة الناس التي ترافق التوسّع العمراني والتغيّرات الاجتماعية والديموغرافية. - إن العوامل ذات الصلة بالسلوكيات وبأنماط الحياة، تعرّض الناس لخطر أكثر ارتفاعاً للإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومن تلك العوامل الخمول، والإكثار من تناول الملح (الصوديوم)، وزيادة الوزن، وتعاطي الكحول وتدخين التبغ. - يمكن أن يصيب ارتفاع ضغط الدم أي شخص، والكثيرون من المصابين لا يعرفون عن أمر إصابتهم بارتفاع ضغط الدم، ولا تُشخّص لديهم، ما يؤكّد أهمية القياس المنتظم لضغط الدم. - يعيش أكثر من بليون نسمة وهم مصابون بارتفاع ضغط الدم. وفي عام 2008 بلغ معدل ارتفاع ضغط الدم بين البالغين ممن تزيد أعمارهم عن 25 عاماً قرابة 40 في المئة. - من الخطر إهمال ارتفاع ضغط الدم. وكلما طالت فترة ارتفاع ضغط الدم، زاد احتمال تدميره للقلب وللأوعية الدموية في أعضاء رئيسة مثل الدماغ والكليتين. وإذا لم يعالج ارتفاع ضغط الدم، فربما يؤدي إلى نوبة قلبية أو ضخامة القلب أو حتى فشل القلب وتوقّفه. - يقلّل التشخيص والمعالجة المبكّران لارتفاع ضغط الدم من خطر النوبات القلبية، ما يوجب على البالغين أن يعرفوا باستمرار مستويات ضغط الدم لديهم. - هناك بعض التشريعات التي تستطيع ان تساهم في خفض معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم، على غرار القوانين التي تساعد على تعزيز النظام الغذائي المتوازن، وتقليل تناول الملح، وتشجيع الإقلاع عن التدخين، وتقليل الإفراط في تناول الكحول.