شكّلت أمراض السكري والربو والحساسية والغدد الصماء وأمراض الدم والأوعية الدموية ومشكلات الكلي وارتفاع ضغط الدم، عناوين لبحوث «المؤتمر السنوي الثاني للأمراض الباطنية» الذي نظّمته «الجمعية المصرية الحديثة للباطنيين» في القاهرة أخيراً. ترأس أستاذ الأمراض الباطنة في قصر العيني الدكتور هشام طراف المؤتمر بوصفه رئيساً للجمعية. وشهد المؤتمر تكريم نخبة من الأطباء ممن أدوا خدمات جليلة في علاج الأمراض الباطنة، وهم: رشاد برسوم، عمر الخشّاب، عبدالقوي حمّاد، محمد شرف، سليمان نصر، راوية خاطر، محمد سالم، فؤاد النواوي، مديحة خطّاب، إبراهيم عبدالعاطي. وأشار طراف في المؤتمر إلى أن مشكلة الأمراض الباطنية تتمثل في أنها تحوي تخصّصات كثيرة، «إذ لا يمكن معالجة أمراض القلب من دون النظر إلى الدورة الدموية وطبيعة الدم، ويتعذّر علاج الجهاز الهضمي من دون معرفة حال القلب، وهكذا دواليك». وأضاف: «لدينا مؤتمرات عدّة سنوياً تتناول أمراض السكري والقلب والصدر والغدد الصماء. في المقابل، لا تعقد سوى مؤتمرات قليلة للطب الباطني، على رغم أنه يمثل الأساس في التعامل مع الأمراض كافة. لذا، ارتكزت فكرة المؤتمر على التكامل بين التخصّصات المختلفة. وكذلك يتضمن نشاط الجمعية المصرية الحديثة للباطنيين إعداد مشروع لقوافل طبية تعليمية تضم أساتذة من أطباء جامعات القاهرة بالتعاون مع أطباء جامعات الأقاليم، لتنظيم ندوات علمية ولقاءات موسّعة، بهدف تحقيق التواصل الذي تتوخاه هذه الجمعية». وأشار السكرتير العام للجمعية والمؤتمر الدكتور شريف الهواري إلى وجود قرابة بليون شخص يعانون إرتفاعاً في ضغط الدم، مع توقّع أن يصل العدد إلى بليون وخمسمئة وستين مليون مريض في العام 2025، ما يعني أن شخصاً من كل أربعة سيعاني من الإصابة بضغط الدم. ولاحظ هواري أن انتشار مرض الضغط هو أكثر في الدول المتقدمة منه في نظيراتها النامية، مورداً إحصائية ل «منظمة الصحة العالمية» تشير إلى أن 62 في المئة من السكتات الدماغية و49 في المئة من السكتات القلبية، تنجم من ارتفاع ضغط الدم. واستعرض عدداً من الحقائق المتصلة بمرض ارتفاع ضغط الدم وانتشاره وعلاجه ونسب الإصابة به. إذ تُشخّص الإصابة بارتفاع الضغط إذا فاق ضغط الدم في قياسين متتالين 90 ملليمتر زئبق للضغط الشرياني و40 ملليمتر زئبق لضغط عضلة القلب. ويعاني قرابة 26 في المئة من البالغين في مصر ارتفاعاً في ضغط الدم، لكن ربعهم يتناول العلاج. وتزداد نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدّم العمر، فتصل إلى 75 في المئة ممن تفوق أعمارهم 65 سنة وأكثر. ويجهل 30 في المئة من مرضى الضغط أنهم مصابون به، مع ملاحظة أن قائمة الأشخاص الأكثر عرضه للإصابة تشمل الحوامل واللواتي يستعملن أدوية منع الحمل، وأصحاب الوزن الزائد، وقليلي الحركة، ومن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، ومتعاطي الكحول، والمكثرين من التدخين، ومرضى السكري، إضافة الى من يعانون من القلق، التوتر والضغط النفسي. وأضاف الهواري أن علاج الضغط والسيطرة عليه مبكراً، يقي المريض من كثير من مضاعفاته، مثل خفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تتراوح بين 35 في المئة و 40 في المئة، وخطر حدوث جلطة وسكتة قلبية بنسبة تتراوح بين 20 في المئة و 25 في المئة. ولفت الهواري إلى وجود نسبة كبيرة من مرضى ضغط الدم، مصابين بمرض آخر يصاحبه. إذ وجد أن مرضى ضغط الدم يحتاجون إلى وصف دواءين على الأقل بمجرد تشخيصهم. ويعتمد الدواء الآخر على طبيعة المرض المصاحب ونسبة ارتفاع ضغط الدم. وتناول استشاري الأمراض الباطنية والسكري والغدد الصماء في كلية طب قصر العيني الدكتور ماجد هارون الجديد في مجال الغدد الصماء، موضحاً انه يتمثّل في البحث عن علاج دائم لمرضى السكري، «ربما يأتي من استخدام خلايا المنشأ لتخليق بنكرياس طبيعي، وكذلك صنع كبسولات للأنسولين كبديل من الحقن». والمعلوم أن الأنسولين هو دواء مرضى النوع الأول من السكري، الذي يُصيب الأطفال والمراهقين قبل سن العشرين. واختتم هارون حديثه بالإشارة إلى أن من الممكن تخليق من 30 إلى 40 مليون خلية منشأ، ما يفتح الباب أمام توقّع أن يتوصل العلماء إلى علاج نهائي للسكري في فترة قد لا تتجاوز 10 سنوات.