أعلنت اللجنة النفسية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة عن تعرض نحو 50 في المئة من طلاب وطالبات المدارس في السعودية للعنف المدرسي، مشددة على ضرورة إنشاء محاكم تربوية لمعالجة قضايا العنف المدرسي، ومساعدة الجيل الجديد على إبراز إبداعاتهم من دون إرهاب أو تعنيف. وكشفت الندوة التي نفذتها اللجنة النفسية في غرفة جدة أمس، التي حظيت بمشاركة نخبة من الاستشاريين النفسيين عن دراسة أجراها الدكتور عصام الدسوقي من كلية التربية في جامعة الملك عبدالعزيز أثبتت أن نحو 50 في المئة من المشكلات السلوكية بين طلاب المدارس تعود إلى التعنيف الذي يتعرضون له، الأمر الذي جعلها تتحول إلى ظاهرة تتفاقم مع الأيام نتيجة مشاهد العنف التي تبثها وسائل الإعلام التي تدخل البيوت من غير استئذان. وأكد رئيس اللجنة النفسية الدكتور مسفر المليص أن الهدف من الندوة هو إلقاء الضوء على مشكلات العنف في المدارس وكيفية اكتشافها وعلاجها، إضافة إلى دور الطفل المستقبلي في المجتمع وأهمية تمتعه بالصحة النفسية حتى يستطيع ممارسة دوره بشكل فعال ومفيد للمجتمع، والتطرق إلى بعض السلوكيات التي تولد العنف لدى الأطفال. وأضاف «سجلت المدن الكبرى في السعودية بحسب الدراسة، حالات تجاوزت نحو 200 حالة عنف مدرسي العام الماضي، وتبين أن الطالب يحتاج إلى معاملة نفسية متفهمة من معلمه لترسيخ الاحترام بينهما، إضافة إلى أن أولياء الأمور أمامهم مسؤولية كبيرة في تقدير دور المعلم الرئيسي في بناء المجتمع». وأوصت الندوة بضرورة إنشاء محاكم تعليمية قادرة على الحد من العنف في المدارس، وتدريب المرشدين والمرشدات على كل جديد في المجال التربوي والنفسي، مؤكدة أن ظاهرة العنف موجودة منذ أعوام طويلة في كل المجتمعات، بيد أن التغييرات التي اعترت البيئة الاجتماعية في الآونة الأخيرة أفقدت بعض أولياء الأمور الوعي التربوي، ما جعلهم يشجعون أبناءهم على العنف. وأشارت إلى أن ظاهرة العنف في المدارس تتنامى، وأن أسباب ذلك تعود إلى بيئة الطالب وشخصية المعلم، إذ يختلف طلاب الماضي عن الطلاب الحاليين، فالمعلم في نفوس أولئك كانت له هيبة ومكانة كبيرة، حتى في المجتمع الذي يعيش فيه، مبينة أن الدور الأمني ضروري ومطلوب لوقف مثل هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع بالصورة التي تعيد الأمن وتحفظ حقوق الجميع.