قال باحثون إنهم أجروا تجارب للتعرف في شكل أكثر دقة إلى قدرات الأفاعي المجلجلة (الجرسية) في تسلق التلال الرميلة، ومن ثم تطبيق إمكانات هذا النوع من الزواحف على روبوت موجود بالفعل يشبه الثعابين يطلق عليه اسم «الروبوت الثعباني». وتعد هذه الدراسة التي نشرت في مجلة «ساينس» العلمية مثالاً على الاستفادة من علم الأحياء في تحسين التكنولوجيا. وقال الباحثون إن الروبوت الثعباني، خلافاً للروبوت الذي يتحرك على عجلات، يتمتع بقدرات فريدة في تنفيذ مهام معقدة، مثل عمليات البحث والإنقاذ في هياكل منهارة، وكذلك تفتيش منشآت للطاقة النووية. وقال هوي كوسيت، الأستاذ في معهد الروبوت في جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ: «يستطيع الروبوت الثعباني اختراق مناطق ضيقة والوصول إلى مواقع لا يمكن البشر ولا الآلات التقليدية أن يصلوا إليها». وفسر الباحث حميد مارفي الذي عمل في الدراسة، القدرات الفريدة لهذه الأفاعي، قائلاً: «الأفاعي هي أبرع الحيوانات في التحرك في مناطق ذات تضاريس صعبة... تستطيع الحركة بطرق مختلفة واختيار الطريقة المناسبة وفق الحاجة. لها طريقة خاصة من أجل التسلق بنجاح على التلال الرملية». ودرس الباحثون نوعاً من الأفعى المجلجلة الكبيرة السامة التي تعيش في جنوب غربي الولاياتالمتحدة أثناء حركتها في منطقة مسيجة فيها رمال من صحراء أريزونا. وصنع الباحثون في تلك المنطقة زوايا مختلفة في الرمال واستعانوا بكاميرات فيديو عالية السرعة للفهم في شكل أفضل كيف تحرك هذه الأفاعي أجسادها. ووجد العلماء أن الأفاعي حسنت قدراتها على تسلق منحدرات رملية من خلال زيادة أجزاء جسدها التي تلامس حبيبات الرمال، وذلك عبر حركة فريدة على شكل موجة. وطبق الباحثون ملاحظاتهم على روبوت ثعباني جرى تطويره في جامعة كارنيغي ميلون. واستطاع هذا الروبوت استخدام عنصر واحد من حركة الأفعى لاجتياز التضاريس المستوية، إلا أنه لم يتمكن من تسلق المنحدرات الرملية التي تتعامل معها الأفاعي بسهولة. لكن، بمجرد برمجة الروبوت بحركة الأفعى على شكل موجة استطاع تسلق منحدرات رملية. وأضاف مارفي: «الآن يستطيع الروبوت تسلق منحدرات بدرجة ميل تصل إلى 20 درجة على رمال غير ثابتة».