أوردت صحيفة «كيهان» المحافظة أن على إيران التدخل ل «إنقاذ» سكان أذربيجان، من خلال طرح اقتراح على قادتها بتنظيم استفتاء حول «الوحدة» مع إيران. ورد ذلك في افتتاحية لرئيس تحرير الصحيفة حسين شريعتمداري الذي يعيّنه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، عنوانه «دور باكو». ويعتبر مراقبون أن «كيهان» تعكس عادة رأي خامنئي. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية استدعت سفير أذربيجان في طهران جوانشير أخوندوف، وسلّمته احتجاجاً «شديد اللهجة» على تنظيم «جبهة التحرير الوطني لأذربيجان الجنوبية» الانفصالي، «مؤتمراً في باكو طرحت فيه مزاعم تمسّ سيادة إيران». ووصفت إيران أعضاء الجبهة بأنهم «مشبوهون ومرتزقة»، معتبرة أن «تصرّفهم يتعارض مع معاهدة مبادئ العلاقات الحسنة بين البلدين»، وأن تنظيم المؤتمر في باكو «تدبير استفزازي يصبّ في مصلحة الصهيونية» و «يضرّ بالعلاقات المتنامية» بين إيران وأذربيجان. ويشير الانفصاليون الأذريون إلى محافظتي أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية في إيران، بوصفهما «أذربيجان الجنوبية»، ملمحين بذلك إلى وجوب «تحريرهما». وتبريز التي تُعتبر رابع أبرز مدينة في إيران، هي عاصمة أذربيجان الشرقية وثاني أبرز مدينة صناعية بعد طهران، وكانت عاصمة سابقة ومقراً لإقامة ولي العهد خلال حكم القاجار. وثمة أقلية ضخمة من الأذريين في إيران، تضم خامنئي والزعيم المعارض مير حسين موسوي الخاضع لإقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011. وكتب شريعتمدري أن على طهران التدخل ل «إنقاذ» الأذريين، من خلال اقتراح لتنظيم استفتاء في الجمهورية السوفياتية السابقة، حول ضمّها إلى إيران. واعتبر أن هذا الاقتراح يشكّل «خطوة أساسية نحو الديموقراطية»، مشدداً على أن سكان أذربيجان يرون أنهم «فُصلوا» عن إيران، و «يتوقون» إلى الانضمام إليها. ورأى أن مشاركة «بضعة» أشخاص في المؤتمر، يثبت أن سكان أذربيجان سئموا من «التأثير العلني والخفي للصهاينة» في بلادهم، وزاد: «كان المؤتمر واحداً من مئات التدابير المشتركة بين الصهاينة ومسؤولين في أذربيجان، لمواجهة شعور بالتضامن لدى شعب أذربيجان مع إيران، وتجنب فورة تلك المشاعر الدينية والثقافية». يأتي مقال شريعتمداري بعد أيام على قول النائب الإيراني البارز منصور حقيقتبور إن سكان 17 مدينة في القوقاز، بينها باكو، والتي انفصلت عن إيران خلال عهد القاجار، «بدأوا تحركات للانضمام إلى إيران». على صعيد آخر، حضّ رجل الدين الإيراني إمامي كاشاني مواطنيه على «المشاركة الشعبية الملحمية» في انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، معتبراً أن ذلك «سيردع الأعداء». وأضاف في خطبة صلاة الجمعة: «مَنْ لا يقترعون، يرتكبون إثماً، وهذا مناف للتقوى السياسية». وأعرب عن أمله بأن «يهدي الله أعداء إيران إلى الصواب». من جهة أخرى، أجرت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، جولة محادثات جديدة أمس، في ألما آتا عاصمة كازاخستان التي كانت استضافت جولة سابقة بين الجانبين في شباط (فبراير) الماضي، تلاها اجتماع على مستوى الخبراء في إسطنبول.