طهران، باكو، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – لاحت ملامح أزمة جديدة بين طهران وباكو، بعدما استدعت ايران السفير الأذري في طهران، كما استدعت سفيرها في باكو للتشاور، احتجاجاً على ما اعتبرته «إساءة الى المقدسات الدينية والإيرانية». لكن أذربيجان اتهمت ايران بالضغط عليها لتقطع علاقاتها بإسرائيل والغرب، مؤكدة رفضها التدخل في شؤونها. وكان رجال دين ايرانيون انتقدوا أذربيجان، لاستضافتها مسابقة «يوروفيجن» للغناء التي بدأت امس، كما افادت معلومات أوردتها مواقع إلكترونية ايرانية، بتنظيم «مسيرة مثليين» في باكو، أثناء المسابقة التي تُختتم في 26 الشهر الجاري. لكن باكو لم تنظّم مطلقاً مسيرة مشابهة. وأوردت وسائل إعلام ايرانية بأن الخارجية الإيرانية استدعت السفير الأذري في طهران جوانشير آخوندوف، وسلمّته «مذكرة احتجاج على اساءة حكومته المقدسات الدينية». أتى ذلك بعد ساعات على استدعاء الخارجية الإيرانية سفيرها في باكو محمد باقر بهرامي، ل»التشاور»، وذلك «احتجاجاً على إساءة السلطات الأذرية تكراراً للمقدسات الإسلامية والإيرانية، واتخاذها تدابير ضد الحركات الإسلامية وتعاملها السيء مع الصحافيين الإيرانيين». وأتى ذلك بعد تظاهرة أمام السفارة الإيرانية في باكو الأسبوع الماضي، احتج خلالها عشرات الأذريين على سياسة طهران، ورفع بعضهم يافطات تسخر من مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي. واعتبر مبارز قربان علي، وهو نائب عن الحزب الحاكم في باكو، أن «ايران تستخدم يوروفيجن ذريعة لمضاعفة الضغوط على أذربيجان. وهذا خطأ ويهدد السلام والاستقرار في المنطقة». واعتبر ناطق باسم الخارجية الأذرية أن ثمة «دولاً، بينها ايران، تشعر بغيرة من نجاح أذربيجان التي أصبحت إحدى أبرز الدول في العالم». وشدد على أن أذربيجان «دولة مستقلة وتطبّق سياسة مستقلة ولن تسمح لآخرين بالتدخل في شؤونها». ورجّح رئيس البرلمان الأذري أوكتاي أسدوف وقوف «أرمن وراء الحملة المتواصلة على أذربيجان في ايران»، فيما قال علي حسنوف، وهو مساعد للرئيس الأذري إلهام علييف، إن «ايران تضغط على أذربيجان لتقطع علاقاتها بإسرائيل والغرب، وهذا ليس مقبولاً». عقوبات أميركية في غضون ذلك، صادق مجلس الشيوخ الأميركي على فرض عقوبات جديدة على ايران، تتيح للرئيس باراك اوباما استهداف أي بلد او شركة تتعامل مع طهران، لتطوير مواردها من النفط او اليورانيوم، او تزودها موارد او تكنولوجيا لتحقيق ذلك. كما ينصّ على اتخاذ تدابير ضد أي طرف يؤمن موارد «تساهم في مساعدة ايران على تطوير اسلحة دمار شامل او تنفيذ نشاطات ارهابية». وقال السناتور الديموقراطي روبرت مينينديز الذي ساهم في صوغ مشروع القانون: «البيت الأبيض مصمم، كما الكونغرس، على منع ايران من امتلاك اسلحة نووية». وتطرّق الى جولة المحادثات المقررة في بغداد اليوم، بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، قائلاً ان طهران يمكنها إما أن «تأتي الى بغداد مع خطة حقيقية (للتخلي عن برنامجها النووي)، أو سنضع خطتنا، من خلال عقوبات او تدابير أخرى، للتأكد من أنها لن تحقق طموحاتها النووية».