قالت الصين إنها تحشد مواردها في أنحاء البلاد لمحاربة سلالة جديدة فتاكة من إنفلونزا الطيور والتي تسببت في وفاة ثلاثة أشخاص في حين كثفت اليابان وهونج كونج جهودهما لمكافحة الفيروس وحظرت فيتنام واردات الدواجن من بر الصين. ولا تنتقل السلالة الجديدة (اتش7 ان9) فيما يبدو من إنسان لآخر لكن السلطات في هونج كونج رفعت حالة استنفار مبدئية وقالت إنها تتخذ احتياطاتها في المطار. وفي اليابان وضعت المطارات ملصقات في نقاط الدخول لتحث الركاب القادمين من الصين على طلب الرعاية الطبية في حالة شكهم في الإصابة بإنفلونزا الطيور. وتأكدت إصابة ما يصل إلى تسعة أشخاص في الصين بالفيروس (اتش7 ان9) وكلهم من شرق البلاد. وتوفي ثلاثة مصابين. وقالت وزارة الصحة في بيان نشرته في وقت لاحق أمس الأربعاء في موقعها على الإنترنت إن الصين: «ستعزز جهودها لمكافحة الفيروس... وستنسق وتستعين بكل المنظومة الصحية في أنحاء البلاد لمحاربة الفيروس». وفي هونج كونج أعلنت السلطات حالة الاستنفار تحسباً لوجود وباء إنفلونزا وهو ما يستدعي مراقبة مزارع الدواجن عن كثب مع حملات للتطعيم والتدريب على إعدام الحيوانات المصابة وتعليق واردات الطيور الحية من بر الصين. ويطلب من كل الركاب في الرحلات الجوية القادمة إلى هونج كونج والمغادرة لها إخطار أطقم العاملين على الطائرات أو في المطار في حالة شعورهم بالإعياء. وقالت فيتنام إنها حظرت واردات الدواجن من الصين متعللة بخطر الإصابة بفيروس (اتش7 ان9) وفي الوقت ذاته طلبت من الأطباء الإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها ومن المواطنين الاهتمام بالنظافة وتجنب مخالطة الحيوانات أو الطيور أو الدواجن. وفي بكين قالت وزارة الصحة إن الحكومة ستعلن على الفور تفاصيل عن السلالة الجديدة بعد شكاوى من البطء الشديد في الإعلان عن تفشي المرض والاشتباه في التستر على ظهور مرض مشابه لمرض الإلتهاب التنفسي الحاد (سارز). وفي 2003 حاولت السلطات في باديء الأمر التستر على انتشار مرض (سارز) الذي ظهر في الصين وتسبب في وفاة نحو عشر من أصيبوا به وكان عددهم ثمانية آلاف شخص. وقالت الوزارة في بيان إن الصين : «ستستمر في الإبقاء بانفتاح وشفافية على قنوات الاتصال والإعلام مع منظمة الصحة العالمية والدول والمناطق المعنية وتعزيز المتابعة وإجراءات الوقاية». ويبحث خبراء الإنفلونزا في أنحاء العالم عينات تم عزلها من المرضى لتقييم احتمال ظهور وباء بشري جراء الإصابة بفيروس (اتش7 ان9). وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن تشبيه سارز بفيروس (اتش7 ان9) ظالم لأنه لم تظهر بعد مؤشرات على انتقال الفيروس من إنسان لآخر لكنها حذرت من أن مصداقية الحكومة باتت تحت المنظار. وقالت في مقال: «إذا كان هناك ثمة درس للصين وحكومتها من سارز فهو أنه لا يمكن أن نكون مفرطين في الحذر عندما تتعلق المسألة بالأوبئة الفتاكة. لقد تعلمت الحكومة الكثير خلال السنوات العشر الماضية لكن ذلك ليس كافيا بالمرة».