كشف مصدر موثوق به في هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج ل«الحياة» أن 36 في المئة من مجموع انقطاعات الكهرباء في المملكة العربية السعودية يعود إلى أعمال الصيانة، وإيصال الخدمة الكهربائية إلى مستهلكين جدد، أو إصلاحات وتحسين الشبكة، مشيراً إلى أن خطة الإصلاح لانقطاع الكهرباء ستتطلب تقويم أداء المقاولين باستمرار، وتأهيلهم. وأوضح المصدر أن هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج أجرت دراسة بالتعاون مع الشركة السعودية للكهرباء والشركة الوطنية لنقل الكهرباء، لتحسين موثوقية شبكات الكهرباء، وأظهرت الدراسة أن أكثر من 50 في المئة من الانقطاعات تعود إلى 500 مغذ من المغذيات التي تربط محطات التوزيع بالمستهلكين. وقال: «إن 500 مغذ تمثل 5 في المئة من المغذيات في منظومة الشركة السعودية للكهرباء، وهذا يعني أن 5 في المئة تسبب أكثر من 50 في المئة من الانقطاعات»، موضحاً أن المغذي هو خط فرعي لنقل الكهرباء من خط رئيس إلى محطات التوزيع الفرعية للمستهلكين. وأشار إلى أن 18 في المئة من مجموع مدد الانقطاع نتجت من طريق الأعطال العابرة على مستوى المملكة، وقد تتجاوز تلك النسبة 50 في المئة في المنطقة الجنوبية، إضافة إلى بعض المحافظات مثل الدوادمي، والطائف. وبيّن أن 19 في المئة من الانقطاعات على مستوى المملكة نتجت عن أعطال الكابلات المختلفة، مثل تلف الكابلات، أو أعطال الوصلات، أو احتراق النهايات، منوهاً بأن تلك النسبة تزيد في المدن الرئيسة مثل الرياض، الدمام، وجدة. وأكد المصدر أن الهيئة عملت خطة لتصحيح الوضع، وتنفيذ عدد من التوصيات تتضمن تقويم أداء المقاولين باستمرار، وتأهيلهم، ومراجعة تخطيط الموارد ومتطلباتها، مفيداً بأن استخدام المولدات المتنقلة يعتبر أحد الحلول المدرجة ضمن الخطة، وذلك لتقليل فترة الانقطاعات. وأضاف: «أظهرت الدراسة الحاجة إلى تطوير معايير أمن الإمدادات، والتي تراعي موثوقية الشبكة الكهربائية، كما أظهرت الحاجة إلى تضمين تلك المعايير في كودي نقل الكهرباء والتوزيع، ومراقبة الالتزام بذلك، إضافة إلى إعداد سياسة واضحة لاستبدال الأصول القديمة». ولفت إلى أن هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج عملت في خطتها على مراجعة تقارير الانقطاعات، وتحديد أسبابها المتكررة، إضافة إلى تحديد المناطق والمواقع الأسوأ أداء، مؤكداً أن عملها تضمن زيارات ميدانية لمعاينة أصول الشبكات الكهربائية، ومراجعة المواصفات والإنشاءات. يذكر أن هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج لاحظت تأخراً واضحاً في إنجاز تنفيذ خطة تطوير هيكلة صناعة الكهرباء من الشركة السعودية للكهرباء عما كان معتمداً عليه، وعلى رغم ذلك التأخر إلا أن الشركة السعودية للكهرباء التزمت بإنشاء أربع شركات للتوليد مملوكة بالكامل للشركة، وتأسيس شركة للتوزيع.