نبّه البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال القداس السنوي على نية فرنسا في بكركي امس، الى ان «مسيحيي الشرق يشعرون أكثر فأكثر بأنهم متروكون، في تمسكهم بأرض أجدادهم وفي نشر القيم المسيحية والثقافية وقيم الحداثة. فكونهم مواطنين في بلدانهم منذ ألفي عام، لا يمكن اعتبارهم أقليات فيها. هم لا يطلبون الحماية، إنما حقوقهم المدنية، كما المواطنين المسلمين او اليهود، فهم قدموا في السابق، ويساهمون دائماً في ازدهار المجالات الثقافية، الاقتصادية، التجارية، الصناعية والسياسية في بلدانهم». وقال الراعي في عظته وفي حضور السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي وأركان السفارة: «هناك قوى ظلامية تسعى لتفكيك الدول والمؤسسات، وتعمل من دون كلل لإشعال الفتنة بين مختلف الطوائف التي تعايشت الى الآن بكل هدوء، وذلك، ويا لسخرية القدر، باسم الديموقراطية والربيع العربي». وأضاف: «لا يمكننا مواجهة هذه الاعمال الكارثية، إلا بالإيمان ووعي البلدان الصديقة وبالنيات الطيبة ما يدعونا الى ملاقاة المخلص والى البحث عنه في وجوه إخواننا وأخواتنا، عبر خدمة الضعفاء، الفقراء، المرضى، اللاجئين والمتروكين، كما هي حال اللاجئين الاجانب الموجودين بيننا، كما كبار السن، الشباب، الاولاد والمظلومين». ورأى «ان الاحداث المقلقة والمؤلمة التي تهددنا تدعونا، فرنسيين ولبنانيين، لتكثيف الجهود في خدمة السلام، كرامة النساء والرجال، وخير الانسانية»، معتبراً «ان دور فرنسا في قوات «يونيفيل» مثال»، وقال: «قواتكم تبذل جهوداً حثيثة منذ 1978 لحفظ السلام الهش. وفي العديد من المرات، أثبتت فرنسا بالفعل التزامها الحقيقي. إن دعواتنا وصلواتنا تتوجه الى كل الذين بذلوا الدماء والآلام، ودفعوا أثماناً في هذا الصراع، وفي هذا الوقت بالذات حيث هذه المنطقة من العالم التي كانت مهداً للحضارات، تعاني من الانقسام والصراعات والآلام والدماء والدموع، ندعو الى التعقل والى السلام بين البشر. إن فرنسا القيم، قادرة على تفهم مأساة الابرياء ورجاء الذين يتألمون». واعتبر الراعي ان «فرنسا الإشعاع والنور، لن تكون غير مكترثة في وجه صعود الراديكالية، التعصب وفي وجه انتشار الظلامية التي تغذيها التجاذبات السياسية ومراكز القوى الاقليمية والدولية».