أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن ردات الفعل التي توالت على موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي «خير دليل على نجاح زيارته فرنسا، ونؤكد أن مواقفه لا تخضع للتوظيف السياسي بل تنبع من دوره المهم كمسؤول عن مسيحيي لبنان والشرق الأوسط كذلك الدور الذي يلعبه في سيادة البلاد واستقلالها وهو الدور القديم المتلازم مع بكركي»، مؤكداً أن «الزيارة تصب في مصلحة لبنان»، ومعتبراً أن البطريرك «نقل هواجس المسيحيين إلى السلطات الفرنسية بنجاح». كلام سليمان جاء خلال لقائه الراعي أمس في الديمان، خلال احتفال في حديقة البطاركة. وعقدا خلوة بحثا خلالها زيارة الراعي الأخيرة فرنسا. وأكد سليمان أن هواجس الراعي «وطرحه المتكامل الذي عبّر عنه أمام السلطات الفرنسية ولم تظهر منه سوى أجزاء متناثرة وهذا ما وضحه بنفسه، لا يحتاج إلى من يدافع عنه وهو نجح بنقل هذه الهواجس»، ولفت إلى «الخطر على مسيحيي الشرق ومخطط تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات مذهبية وخطر إسرائيلي يتمثل بالاعتداءات المتكررة وخطر التوطين». واكتفى الراعي بالقول للإعلاميين: «لا جديد أضيفه، يكفي ما قاله فخامة الرئيس». بعد ذلك، زرع سليمان والراعي ثلاث أشجار من اللزاب النادر، تحمل الأولى اسم سليمان، الثانية اسم الراعي والثالثة اسم الكاردينال نصرالله صفير. ثم أزيح الستار عن تمثالين داخل الحديقة للبطريرك الراحل يوسف اسطفان والراعي، تلاه قداس ترأسه الراعي لراحة أنفس البطاركة الموارنة في الحديقة. وخاطب الراعي سليمان قائلاً إن «حديقة البطاركة بأرزاتها رمز للبنان. إنها تدعو رئاستكم والبطريركية للعمل على السمو بكل مواطن لبناني وبالفسيفساء اللبنانية من دون استثناء إلى قمم القيم الإنسانية والاجتماعية والروحية والوطنية، وهي دعوة للسمو إلى الأخلاقية والمناقبية في المسلك والتعاطي والعمل. السمو إلى العيش معاً بتعدديتنا وتنوعنا على أساس المعرفة المتبادلة، وأسس قبول الآخر المختلف بالنظرة والرأي والانتماء والاحترام المتبادل والتعاون بروح الثقة وخلوص النية والسمو إلى الديموقراطية السليمة وحماية الحريات العامة وحقوق الإنسان، السمو في طي صفحة الخلافات والنزاعات وفتح صفحة المصالحة والحياة الجديدة». وأضاف: «أرزات هذه الحديقة تدعو الرئيس والبطريركية إلى الصمود في مسيرة السمو هذه، صمود الأرز في وجه الرياح العاتية والأمطار الجارفة والعواصف القاصفة، وما أصعب هذه كلها في محيطنا اللبناني والمشرقي. علينا أن نصمد كلنا في لبنان لنحمي وطننا ونساعد إخواننا في العالم العربي على الصمود والغلبة بالحوار وإجراء الإصلاحات اللازمة وتأمين الحريات والحقوق بعيداً من لغة الحرب والعنف التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الشرّ والعنف والموت والدمار وكم نحن في لبنان قد خبرناها على أرضنا وفي أجسادنا». ودعا إلى أن «يؤدي لبنان دوره في محيطه المشرقي عنصر استقرار وسلام وازدهار». وكان سليمان بحث صباحاً في قصر بعبدا مع السفيرة الأميركية مورا كونيللي في العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين، والتعاون في مجلس الأمن الذي يرأسه لبنان خلال الشهر الحالي، وتبادل الآراء حول المواضيع المطروحة أمام المجلس لا سيما موضوع الدولة الفلسطينية. وأفاد بيان صادر عن السفارة الأميركية بأن كونيللي «دعت لبنان إلى تلبية جميع التزاماته الدولية، وجددت التزام الولاياتالمتحدة الأميركية بلبنان سيد ومستقل». وكان سليمان قلّد نائب رئيس «مؤسسة الأمير الوليد بن طلال الإنسانية» الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر خلال احتفال أقيم في القصر الجمهوري مساء أول من أمس. ونوّه سليمان «بالعطاءات التي تقدمها المؤسسة للشعب اللبناني في كل المجالات». وأشار إلى أن «أهمية هذه العطاءات هي أنها لا تميز بين منطقة أو دين»، لافتاً إلى أن «العطاء ليس مادياً فحسب إنما هو عاطفي أيضاً خصوصاً أن الوزيرة حمادة تشجع الشباب على التلاقي والمحبة والعيش المشترك وهذا ليس غريباً عن شخصها والإرث الذي تحمله». وردت حمادة شاكرة سليمان، وقالت: «إنصافك الناس ينصف قلوبهم عليك».