فيما يمكن معاينة ذوبان الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية، يترجم الاحترار المناخي العالمي في المنطقة القطبية الجنوبية حالياً باتساع مساحة الجليد البحري، في ظاهرة ربما كانت ناجمة عن تسارع وتيرة ذوبان الجليد الذي يغطي القارة المتجمدة. وأشارت دراسة هولندية نشرت نتائجها مجلة «نيتشر جيوساينس» إلى أن المياه العذبة المتأتية من ذوبان «الألسن جليدية» التي تكمل الغطاء الجليدي القاري في المحيط، تتراكم على شكل طبقة أكثر برودة على سطح المياه، وهذا ما يساهم في تشكُّل الجليد البحري. وبالتالي فإن تسارع ذوبان «ألسن الجليد» هذه مع الاحترار المناخي يفسر اتساع الجليد البحري حول القارة المتجمدة الجنوبية (انتاركتيكا). وكتب باحثون من المعهد الملكي للأرصاد الجوية في هولندا: «بعكس الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية، شهد الجليد البحري المحيط بانتاركتيكا اتساعاً مع تسجيل مستوى قياسي في عام 2010». وأضافوا أن هذه الظاهرة التي عزتها دراسة نشرت العام الماضي إلى تيارات الغلاف الجوي، تمثل «أثراً رجعياً سلبياً قوياً» للاحترار في الغلاف الجوي في نصف القارة الجنوبي. وقالت الخبيرة الفرنسية في علم تطور المناخ فاليري ماسون ديلموت من مختبر علوم المناخ والبيئة: «إنه عمل مهم وجديد يقدّم تفسيراً لاتساع الجليد البحري الذي ازداد أخيراً في بعض المناطق حول انتاركتيكا». واعتبرت أن لهذه الدراسة «مفاعيل مهمة في إطار تطور توازن الكتلة في انتاركتيكا خلال العقود المقبلة»، مذكرة بأن ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند وانتاركتيكا يساهم بنسبة الثلث في ارتفاع مستوى البحر، إذ أن ثلثاً ثانياً مرده إلى التوسع الحراري وثالثاً إلى ذوبان الأنهار الجليدية الجبلية.