توغل عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) أمس في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية وسيطروا على «المربع الأمني» للمقاتلين الاكراد وباتوا على اقل من كيلومتر واحد من الحدود التركية، في وقت حضت واشنطنانقرة على التدخل برياً لانقاذ المدينة المحاصرة. وقال نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي توني بلينكن إن «داعش» سيطر على 40 في المئة من عين العرب وانه قد يتمكن من السيطرة في شكل كامل عليها. وكانت القيادة المركزية في الجيش الأميركي أعلنت ان مقاتلات التحالف الدولي - العربي شنت تسع ضربات جوية في سورية استهدفت عناصر «داعش» في اليومين الماضيين، بينها سبع ضربات قرب عين العرب. وأضافت في بيان أن ضربتين شنهما استهدفتا منطقة إلى الجنوب الشرقي من كوباني ودمرتا منشأتي تدريب ل «داعش». وتابعت أن أربع ضربات أخرى وقعت إلى الجنوب من المدينة القريبة من حدود سورية مع تركيا واستهدفت عربات ودبابة ووحدتين صغيرتين لمقاتلي التنظيم. وقصفت الضربة السابعة منطقة إلى الشمال الشرقي من كوباني فيما قصفت ضربتان مدينتي دير الزور والحسكة السوريتين. وكان مبعوث الاممالمتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا حض انقرة على السماح للمتطوعين الاكراد بالعبور من تركيا الى عين العرب للمشاركة في الدفاع عن المدينة. وأكد مستعيناً بصور التقطت بالاقمار الاصطناعية ان «بين عشرة آلاف و13 الفاً من السكان موجودون في موقع في منطقة الحدود بين تركيا وسورية وان كثيرين ما زالوا داخل المدينة». وأضاف: «اذا سقطت (المدينة) سيتعرض المدنيون لمجزرة على الارجح». لكن حتى في حال تجاوبت السلطات التركية مع هذا الطلب، قد يكون الطلب متأخراً بعدما بات عناصر التنظيم المتطرف على مقربة من معبر عين العرب الحدودي مع تركيا. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على المربع الامني في عين العرب» الواقع في شمال المدينة، الذي يضم مقرات وحدات الحماية و «الاسايش» (قوات الامن الكردية) والمجلس المحلي للمدينة. وأعلنت واشنطن لاحقاً ان التحالف الدولي شن بعد ظهر امس ضربتين جويتين على «المربع الامني» للمقاتلين الاكراد بعد سيطرة «داعش» عليه. وبات التنظيم يسيطر عملياً على اربعين في المئة من المدينة على رغم الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي - العربي على مواقع وتجمعات تنظيم «الدولة الاسلامية» داخل عين العرب وفي محيطها. ومنذ دخول قوات التنظيم المتطرف المدينة مساء الاثنين، تحصل هجمات وهجمات مضادة بين مقاتليه ومقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية الذين يحاربون بشراسة في ظل حصار يضيق يوماً بعد يوم، بأسلحة وذخيرة بكمية ونوعية غير متكافئة مع اسلحة ومعدات تنظيم «الدولة الاسلامية» التي غنمها بمعظمها من الجيش العراقي خلال هجومه في العراق الصيف الماضي. وقال عبدالرحمن «انهم يحاولون الوصول بأي ثمن الى المعبر الحدودي مع تركيا وتطويق عين العرب من الشمال ايضاً». وذكرت صحافية في وكالة «فرانس برس» ان اصوات الاسلحة الرشاشة وقذائف الهاون تسمع من منطقة الحدود التركية، وتشاهد سحب كثيفة من الدخان الاسود فوق المدينة. وللحؤول دون تعرضها للاستهداف من طائرات التحالف العربي - الدولي، ركز التنظيم خلال الساعات الأربع والعشرين الفائتة على «استخدام الدراجات النارية في نقل الذخيرة والمقاتلين في أطراف المدينة وأحيائها»، بحسب ما قال «المرصد». وأشار الى ان طائرات الائتلاف قصفت صباح الجمعة شرق عين العرب، بعدما كانت استهدفت ليلاً الاطراف الجنوبية والشرقية. وبدأ عناصر التنظيم جومهم في اتجاه عين العرب في 16 ايلول (سبتمبر) الماضي، وسيطروا على مساحة شاسعة من القرى والبلدات في محيطها، ونزح نتيجة هذا الهجوم اكثر من 300 الف شخص، وقتل اكثر من 500 معظمهم من مقاتلي الطرفين، بحسب احصاء ل «فرانس برس» يستند الى ارقام «المرصد».