«الشرف لا للعري»، «ماتقيش بنات بلادي»، «مغربيات ونفتخر»، «ضد فيمن المغرب»، «محاربة فيمن المغرب»، هي بعض العناوين المنددة بصفحة سميت «فيمن المغربية» وتم الإعلان عنها أخيراً على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك». وتدعو الصفحة النساء المغربيات إلى مساندة علياء المصرية وأمينة التونسية، من خلال إرسال صور لهن عاريات الصدور لنشرها على الصفحة، تعبيراً عن الاحتجاج على وضع النساء في عدد من البلدان العربية والإسلامية. الهدف من إنشاء الصفحة التي أحدثت يوم السبت الماضي، تحت شعار «بعثوا لينا تصاوركم ننشروهم»، أي ارسلوا لنا صوركم لننشرها، هو التضامن مع علياء المصرية وأمينة التونسية، اللتين سبق أن نشرتا صوراً عارية على الإنترنت، والتنديد ب «ردود الفعل العنيفة التي أعقبت شجاعة الفتاتين في الظهور عاريتين، والتي تعكس حال مجتمعات شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث الجهل والأصولية الدينية والتدخل الأبوي الذي يعارض تحرير المرأة»، بحسب ما نشره أصحاب الصفحة. الفكرة، وإن حظيت ببعض التشجيع من قبل بعض المعلقين، وبإعجاب (like) حوالى 3000 شخص خلال أسبوع واحد من إطلاقها، إلا أنّ غالبية التعليقات التي حصدتها تعارضها بشكل قاطع. وكتب الباحث الحسن السرات تعليقاً جاء فيه: «فيمن» تلك المنظمة الغامضة التي تحرض بعض النساء والفتيات على الاحتجاج بتعرية الجسد والصدر، والتي ظهرت في الشرق الأوروبي أظهرت تحقيقات قامت بها صحافية أوروبية تسللت إليها، أن بعض اليهود الأثرياء والنافذين هم الذين يمولونها ويقفون وراءها. فلا تغرنكم الشعارات، ولا النهود العارية ولا الأقبال ولا الأدبار، ابحثوا دائماً عمن يقف خلف الستار وستعرفون من هو ذلك المخادع المكار». وعلق الإعلامي حميد زيد بقوله: «لم تتعر ولا مغربية واحدة، ولم يغضب نهد، والحال أن عدداً كبيراً من مستعملي الفايسبوك ينتظرون ذلك بشوق، ويزورون الصفحة مئات المرات في اليوم الواحد، من دون جديد يذكر، ومن دون الحصول على عليائنا وأمينتنا، والمغربية الوحيدة التي فعلت ذلك هي ابتسام لشكر، وقد تعرت بخفر شديد، وقبل أن تظهر الصفحة، وصنفت في الجناح المحافظ داخل فيمن، وبحسب مصادر عليمة، ولأني بعيد الآن عن مصادر القرار داخل الحركة، بعد أن تنكرن لي، فإن نقاشات صاخبة وخلافات إيديولوجية شديدة تجري بين مؤسسات فرع المغرب، وكلها تقع في الإنبوكس (صندوق البريد) وهي التي تفسر تأخر ظهور صورهن عاريات». من جهة ثانية، تنوعت التعليقات بين مطالب بالهداية لهؤلاء الفتيات، وناشر لآية قرآنية تتوعد كل من يحب أن تشيع الفاحشة بعذاب أليم، وبين تعليق ساخر طلب صاحبه أن تُنشر على هذه الصفحة صور الفتيات الجميلات فقط وتعليق لاذع وصف فتيات «فيمن» بالعاهرات»، فيما يرى معلقون آخرون أنّ الدوافع الكامنة وراء إنشاء الصفحة هي أن صاحباتها يعانين «الكبت والإحباط». ولم ينحصر النقاش على الفضاء الافتراضي بل دخل فيه رجال الدين أيضاً إذ طالب الفقيه المُثير للجدل، الشيخ عبد الباري الزمزمي، بمنع حركة «فيمن» بالمغرب، واستغرب في السياق نفسه عدم ملاحقة المُمثلة المغربية لطيفة أحرار بعد ظهورها شبه عارية في إحدى المسرحيات، وبعد كشفها، بحسب الزمزمي، للصحافيين عن أجزاء «مُثيرة» من جسدها خلال أحد المهرجانات، داعياً الحكومة إلى منع الحركات التي تدعو النساء للتظاهر من خلال التعري والكشف عن أجسادهن. وكانت مجموعة أطلقت على نفسها اسم “الهيئة الإسلامية في بلاد المغرب" قرصنت الصفحة، وكتب القرصان «أبو برزوم» رسالة على جدارها قال فيها: «السلام عليكم. الله أكبر الله أكبر تمت قرصنة الصفحة الفاجرة من طرف الهيئة الإسلامية في بلاد المغرب، والله لأعرضن صور الفاحشات العاهرات وأغلق الصفحة إن أردتم ذلك، لنري للعالم كله أن المغاربة شرفاء طاهرون عفيفون أقرب إلى الملائكة منهم للبشر». أما القائمات على صفحة «Femen Maroc»، فلا يجبن على تعليقات القراء على صفحتهن، ويطالبن بإرسال الرسائل عبر البريد الخاص، لكن هذا الاقتراح لم يرُق لإحدى المعلقات التي كتبت «إن كُنتن نساء فاخرجن للنقاش أمام العلن لمَ الخوف أم أنّكنَّ مُجرّد فئران لا تُجيد سوى الانسلاخ من الجلدِ والاختفاء في الجحور». وأكدت صفحة «فيمن المغرب» أن ممثلات الحركة ما زلن في البداية، لذا فهن يفضلن العمل في سرية، كما أشارت المسؤولة عن الصفحة إلى أن «ردود الفعل كانت عنيفة جداً وأن المجموعة، التي تشترك أهدافها مع «فيمن» الأصلية، تتمنى أن تفتح نقاشاً واسعاً بخصوص هذا التابو، أي الاحتجاج عن طريق تعرية الصدر». وأضافت «فيمن المغرب»: «القرصنة والتهديد إن دلا على شيء، إنما يدلان على وضعية المرأة المنحطة في المجتمع ذي العقلية الذكورية والرافض قطعاً للرأي الآخر». وللإشارة كانت ابتسام لشكر عضو «حركة مالي» وهي من المجموعات الحقوقية التي تدافع عن إلغاء تجريم المثلية في المغرب، شاركت في إحدى الوقفات الاحتجاجية في فرنسا، في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، مع منظمة «فيمن»، بحسب صورة نشرتها على صفحتها على فايسبوك.