أعلنت كوريا الشمالية أمس، أنها باتت «في حال حرب» مع كوريا الجنوبية، مهدِّدة بإغلاق مجمع «كيسونغ» للتعاون الاقتصادي والصناعي بين البلدين. لكن سيول قللت من خطورة الإعلان معتبرة أنه «مجرد حديث شديد اللهجة»، فيما أكدت واشنطن أنها تتعامل معه «بجدية». أما موسكو، فدعت كل الأطراف إلى «التحلي بالمسؤولية، وممارسة اقصى درجات ضبط النفس»ن وأشار محللون الى ان «كل الاحتمالات ممكنة». وبعدما استهدف الهجوم الأخير لبيونغيانغ عام 2010 جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية التي تبعد مسافة قصيرة من الحدود البحرية مع الشمال، وأسفر عن سقوط 4 قتلى بينهم مدنيان، أبدى بعض سكان الجزيرة قلقهم من أن يؤدي استفزاز جديد إلى اندلاع «حرب شاملة». وقال أحدهم «لا أعتقد بأن نظام كوريا الشمالية متهور إلى هذا الحد، لكن لا يمكن التكهن بتصرفاته تماماً». وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية «انتهى وضع اللاحرب واللاسلم المستمر منذ زمن في شبه الجزيرة الكورية، وسيجري التعامل مع كل القضايا بين الكوريتين بموجب بروتوكول خاص بزمن الحرب». وفي بيان منفصل، أعلنت ادارة مجمع «كيسونغ»، الذي دشن عام 2004 على عمق عشرة كيلومترات من أراضي كوريا الشمالية ويشكل مصدراً رئيساً لكسبها عملة صعبة، أنها ستغلق «بلا تردد» الموقع الصناعي «إذا حاولت كوريا الجنوبية المس بكرامتنا، ولو في شكل طفيف». واعتبرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن التهديد الجديد للشمال «غير مقبول، لأنه يضرّ السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية»، مشددة على أن المناورات المشتركة بين جيشها ونظيره الأميركي أخيراً، إضافة إلى نشر قاذفات استراتيجية أميركية «ذات طبيعة دفاعية ضد الاستفزازات المحتملة للشمال». وأكدت الوزارة عدم رصد تحرك غير عادي للقوات الكورية الشمالية قرب الحدود، علماً أن بيونغيانغ تهدد في شكل شبه يومي، منذ بداية آذار (مارس)، بمهاجمة كوريا الجنوبية والقواعد العسكرية الأميركية. وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن، بأن «تهديدات كوريا الشمالية نمط مألوف في تاريخها الطويل من الخطاب الحربي. والولايات المتحدة قادرة على حماية نفسها وحلفائها في آسيا». وزادت: «نحن مستمرون في اتخاذ تدابير اضافية ضد التهديد الكوري الشمالي، منها خطتنا لزيادة عدد الطائرات الاعتراضية المتمركزة على الأراضي الأميركية، إضافة إلى رادارات الإنذار والتقصي». الى ذلك، دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي كوريا الشمالية الى «الكف عن اللعب بالنار». أما الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، فطالب بيونغيانغ ب «الامتناع فوراً عن أي عمل استفزازي، وتنفيذ التزاماتها الدولية في إطار قرارات الأممالمتحدة، واستئناف طريق الحوار سريعاً».