- نور حجاب - قالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، السبت، إن إعلان كوريا الشمالية أنها بصدد دخول "حالة حرب" مع سول غير مقبول، فيما حذرت موسكو البلادين من أن يتجاوز أحدهما "نقطة اللاعودة". وقال المتحدث باسم الوزارة كين مين سيوك، في إفادة صحفية "استمرار تهديدات كوريا الشمالية ضد كوريا الجنوبية مثل القول إنها ستدخل حالة حرب غير مقبول تماما إذ يضر السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. تدريباتنا العسكرية الأخيرة، ونشر القاذفات الاستراتيجية الأميركية في شبه الجزيرة ذات طبيعة دفاعية ضد الاستفزازات المحتملة لكوريا الشمالية". وأضافت وزارة الدفاع أنها تراقب تحركات جيش كوريا الشمالية، وقالت إنه لا توجد أي إشارة على نشاط غير معتاد يشير إلى اعتداء وشيك. في المقابل هددت كوريا الشمالية، السبت، بإغلاق منطقة صناعية مشتركة مع كوريا الجنوبية إذا استمرت في "إهانة كرامة كوريا الشمالية"، على حد وصفها. موسكو تطالب بضبط النفس من جهة أخرى دعت روسيا السبت الكوريتين والولاياتالمتحدة إلى التحلي "بالمسؤولية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس". وقال غريغوري لوغفينوف، المسؤول عن الملف الكوري في وزارة الخارجية الروسية، "ننتظر من الطرفين أن يتحليا بالمسؤولية ويمارسا أقصى درجات ضبط النفس، وألا يتجاوز أحد منهما نقطة اللاعودة". وأضاف الدبلوماسي "لا يمكننا بطبيعة الحال الوقوف لا مبالين بينما يتصاعد التوتر على حدودنا الشرقية". وأضاف "لا يمكننا إلا أن نشعر بالقلق". وتابع أن روسيا على اتصال دائم مع شركائنا في المفاوضات السداسية بشأن البرنامج النووي الكوري الشمالي (الكوريتان والصين والولاياتالمتحدة واليابان). من جهة أخرى، أشاد مصدر دبلوماسي في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس بموقف واشنطن وسول في الأزمة الحالية. وقال هذا المصدر إن "الوضع متوتر جدا وخطير جدا بالتأكيد لكن هناك عوامل مشجعة: رد فعل الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية معتدل وهادئ إلى حد ما". وتأتي تلك التصريحات في أعقاب تحذير وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من "تحركات أحادية الجانب" من شأنها أن تؤدي إلى "فقدان السيطرة على الوضع" في كوريا الشمالية". وقال لافروف في مؤتمر صحفي "قد نفقد السيطرة على الوضع الذي ينزلق إلى دوامة حلقة مفرغة". موقف واشنطن وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية أكدت أنها تتعاطى بجدية مع إعلان كوريا الشمالية، السبت، دخولها في "في حالة حرب" مع كوريا الجنوبية، وذلك غداة وضع وحداتها الصاروخية في حالة استعداد لمهاجمة قواعد عسكرية أميركية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادئ. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، كيتلين هايدن، "نحن نأخذ هذه التهديدات بجدية ونبقى على اتصال وثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي"، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه أن هذه التهديدات ليست جديدة على بيونغيانغ. تهديدات بيونغيانغ وكانت بيونغيانغ أعلنت أنها ستتعامل مع كل القضايا المتصلة بالجنوب وفقا للقواعد المتبعة في زمن الحرب، حسب بيان وزع على كل الهيئات والمؤسسات الحكومية ونشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. وبعد تأكيدها على أن "وضع اللاحرب واللاسلم المستمر منذ زمن في شبه الجزيرة الكورية قد انتهى أخيرا"، حذرت بيونغيانغ من أن أي استفزاز عسكري قد يقع قرب الحدود البرية أو البحرية الكورية الشمالية سيقود إلى "نزاع شامل وحرب نووية". ومن حيث المبدأ، فإن الكوريتين لا تزالان عمليا في حالة حرب كونهما لم توقعا في نهاية الحرب الكورية (1950-1953) اتفاق سلام، بل مجرد هدنة. وكانت بيونغيانغ أعلنت في وقت سابق من مارس الجاري إلغاء اتفاق الهدنة ومعاهدات أخرى موقعة بين البلدين، احتجاجا على المناورات العسكرية الأميركية-الكورية الجنوبية الجارية حاليا في مياه الجنوب. وعلى الرغم من أن إعلان كوريا الشمالية انتهاء اتفاق الهدنة، يفتح الطريق نظريا أمام استئناف العمليات القتالية بين البلدين، فإن العديد من الخبراء يستبعدون ذلك، ويضعونه في إطار الحرب الكلامية التي دأبت فيها بيونغيانغ على تهديد سول وواشنطن ب"ضربات استراتيجية" و"حرب شاملة".