سيول، موسكو، بكين - أ ف ب، يو بي آي - أعلنت كوريا الشمالية إنها لا ترى حاجة للرد على المناورات بالذخيرة الحية التي أجرتها سيول قرب الحدود بين الشطرين، وشكل ذلك تراجعاً لبيونغيانغ عن تهديدها بردّ قاس على المناورات. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية في الشمال قالت انه صادر عن القيادة العليا في الجيش إن القوات المسلحة في كوريا الشمالية «لا ترى أي حاجة للردّ على أي استفزاز عسكري دنيء، مثل الانتقام بعد التعرض لضربة». وأضافت أن المناورات الكورية الجنوبية «لا تستحق حتى مجرد التعليق عليها». وحذرت قيادة الجيش الكوري الشمالي من أن الضربتين الثانية والثالثة (بعد القصف المدفعي لجزيرة كورية جنوبية الشهر الماضي) التي تشنها قوات الشمال قد تؤدي إلى تفجير القواعد العسكرية الأميركية في كوريا الجنوبية. ويأتي ذلك بعدما أجرت كوريا الجنوبية مناورات بالذخيرة الحية امس، قبالة جزيرة يونبيونغ في البحر الغربي على الحدود مع الشمال، استمرت لساعة واحدة، في ظل تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال مسؤول عسكري في كوريا الجنوبية أن قواتها في حالة تأهب تحسباً لأي استفزازات محتملة من كوريا الشمالية، ووضعت القوات الجوية طائرات قتالية من طراز «اف 15 كي» في حال استعداد. ونشرت القوات البحرية الجنوبية نحو 10 مدمرات في الجبهة الأمامية في البحر الغربي ، بما فيها مدمرة «إيجيس» وبارجة حربية. كما وجهت أوامر إلى المقيمين في جزيرة يونبيونغ التي تعرضت لقصف شمالي الشهر الماضي، باللجوء إلى ملاجئ قريبة. وكان مسؤولون كوريون جنوبيون اعربوا عن اعتقادهم أن الجيش الكوري الشمالي يستعد لشنّ هجوم مضاد بالمدفعية. وقال وزير الدفاع في كوريا الجنوبية كيم كوان جين إن «جيشنا يدرس كل الإجراءات المضادة في حال قامت كوريا الشمالية بأي استفزاز». في الوقت ذاته، وجه الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك أوامره إلى كل موظفي الدولة بالبقاء في حال تأهب». وقالت ناطقة رئاسية إن قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال وولتر شارب والسفيرة الأميركية في سيول كاثلين ستيفنز زارا القصر الرئاسي في نهاية الأسبوع وبحثا المناورات مع الرئيس. وأضافت أن «الجانب الأميركي قال إنه يدعم خطة المناورات العسكرية الكورية الجنوبية بغض النظر عن ردّ الشمال». يأتي ذلك في وقت اختتم حاكم ولاية نيومكسيكو الأميركية بيل ريتشاردسون زيارته لبيونغيانغ. في المقابل، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، داعياً إلى ضبط النفس، ومعرباً عن أسفه لفشل مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق على بيان يدعو إلى التهدئة. ونقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية عن لافروف قوله: «لا يمكن وجود تفاؤل في هذا الوضع، ولهذا السبب بالتحديد اقترحنا خلال نهاية الأسبوع الدعوة العاجلة إلى اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، نرسل ومن دون إدانة أحد، إشارة إلى الجميع كي يظهروا الحد الأقصى من ضبط النفس». وقال إن الوضع متوتر جداً، وأضاف: «عقد الاجتماع وعلى رغم أنه لم يصدر بياناً ونحن نأسف لذلك ،إلا أن رسالة واضحة أرسلت خلال المناقشات». وكان مجلس الأمن فشل ليل الأحد في التوصل إلى اتفاق على بيان يدعو إلى الهدوء في شبه الجزيرة الكورية، فيما عارضت الصين اعتماد لغة تدين الهجوم المدفعي الكوري الشمالي على جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية. تزامن ذلك مع تحذير الصين من أنه «لا يحق لأي طرف التسبب بحرب وسفك الدماء في شبه الجزيرة الكورية». ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن نائب وزير الخارجية شوي تيانكاي قوله: «لا يملك احد الحق بالتسبب بسفك دماء السكان في شبه الجزيرة». وشدد على أن الحوار هو الحلّ الوحيد للخلافات بين الكوريتين وليست الحرب والصراع.