قوانغتشو (الصين) - رويترز – قمعت الشرطة الصينية مجموعة من النيجيريين احتجوا على معاملة سيئة تعرض لها أحد زملائهم أدت الى نزف في رأسه خلال تنفيذ رجالها عملية أمنية على اشخاص انتهت مدة إقامتهم في البلاد الشهر الماضي. واستخدم حوالى مئة افريقي عصياً خشبية حطموا بها نباتات وأعاقوا حركة المرور في قوانغتشو (شرق)، مطالبين الشرطة الصينية بالرأفة. وقال فرانك، احد النيجيريين الذين شاركوا في الاحتجاج في 15 تموز والتي صورها شهود: «لا يحبون أن يعيش السود في الصين بعد الآن. يريدون أن نرحل». وأضاف: «يعاملوننا كحيوانات». ويمثل الاحتجاج مواجهة مباشرة نادرة بين الأجانب والسلطات الصينية، ويذكر بالتحديات التي يواجهها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم لفرض الاستقرار، في وقت يسعى للانخراط مع العالم وبناء علاقات تجارية مع الخارج. وجاء بعد اسابيع على اعمال العنف التي اندلعت بين الشرطة والأويغور المسلمين في اقليم شينغيانغ (شمال غرب) واسفرت عن مقتل حوالى 200 شخص، ما حتم تشديد بكين اجراءات تمديد التأشيرات للأجانب. وتدفق عشرات الآلاف من الأفارقة والعرب خلال السنوات القليلة الماضية على مراكز التصدير مثل قوانغتشو وييو لكسب عيشهم من طريق شراء بضائع صينية رخيصة ونقلها بكميات كبيرة، ما يشمل تجارة مربحة. لكن هذا تدفق يحدث تغييرات في النسيج الاجتماعي لمدن صينية مثل قوانغتشو ويزعج السلطات التي تخشى التوترات العرقية والاجتماعية الناتجة من مزج الثقافات والافكار الليبرالية، وتنامي الجريمة. وقال بينج بينج، مدير البحوث في أكاديمية قوانغتشو للعلوم الاجتماعية: «على رغم ان غالبية الأفارقة يشاركون في نشاطات تجارية مهمة، لكن آخرين يقيمون بعد انتهاء الفترة الزمنية لتأشيراتهم، ويعملون من دون نيل تراخيص سليمة أو باستخدام اخرى مزورة. والتعامل مع هذا الامر أصبح مشكلة كبيرة جداً». وبدأ عدد الافارقة يزيد في قوانغتشو في نهاية التسعينات من القرن العشرين مع قدوم مجموعة من التجار من مالي، لكن العدد تضاعف ثلاث مرات في الاعوام الخمسة الاخيرة مع مجيء موجة من النيجيريين، وبات عددهم يتراوح بين 20 و30 الفاً، بحسب بكين، لكن تقارير تفيد بأن حوالى مئة ألف افريقي انتهت فترة إقامتهم في الصين ما زالوا يعيشون فيها. وعلى رغم انتقال الأفارقة إلى مدن صينية كبيرة أخرى مثل شنغهاي وهونغ كونغ وبكين، فإن اولئك الذين يعيشون في قوانغتشو يعيشون في منطقة تعرف باسم «أفريقيا الصغيرة»، حيث تنتشر محلات الأفارقة ومطاعمهم ومراكزهم التجارية التي تبيع سراويل جينز مقلدة واقمشة افريقية وأجهزة الفيديو. ورفضت سلطات قوانغتشو اخيراً تطبيق سياسات هجرة أكثر انفتاحاً وشفافية خاصة بتمديد تأشيرات السفر، فيما زاد الاستياء من الشرطة بسبب سلسلة عمليات تشنها خلال الليل ومزاعم وجود فساد. وقال بول أوموشولا وهو رجل أعمال نيجيري في قوانغتشو: «يريدون فقط أن يحتجزوك ويجمعوا اموالاً، ثم يوقفونك مجدداً». وأشار أديمولا أولاديلي، الناطق باسم السفارة النيجيرية في بكين، إلى حاجة السلطات لقمع الاشخاص الذين يقيمون في البلاد بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم، لكنه ابدى قلقه من العمليات التي تشنها الشرطة والتي اغضبت مئات من النيجيريين. وقال: «إذا طبقت السلطات إجراءات ضد مقيميين غير شرعيين في البلاد فهذا أمر عادي تنفيذاً لقانونهم، لكن يجب أن تتخذ بطريقة إنسانية أو طريقة لا تؤثر على حياة أحد».