دعا نائب الأمين العام ل «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني القوى الكردية إلى إجراء «مصالحة وطنية» بهدف توحيد «البيت والخطاب» الكرديين لبلورة موقف موحد لمساندة مدينة كوباني (عين العرب) الكردية السورية، فيما اتهم قيادي سابق في الحزب «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني أطرافاً كردية، من بينها حزب طالباني، باستثمار أزمة كوباني لحصد مكاسب حزبية. وتشهد القوى الكردية انقسامات وتجاذبات إزاء غياب موقف موحد من إرسال مساعدات عسكرية لجبهة الأكراد في مدينة كوباني، وواجه حزب بارزاني موجة انتقادات من مسؤولين في حزب طالباني فضلاً عن «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري الموالي ل «حزب العمال الكردستاني»، ل «تقاعسه» في الاستجابة لدعوات إرسال الدعم «والتواطؤ» مع السياسة التركية. ودعا نائب طالباني، كوسرت رسول علي، في بيان أمس، القوى الكردية إلى «العمل على تعزيز الصفوف وتنظيم البيت الكردي وتوحيده عبر عملية مصالحة وطنية بمشاركة جميع القوى، هدفها توحيد الخطاب السياسي بما يليق بالنضال وروح الفداء والصمود لشعبنا في جميع أجزاء كردستان». وأضاف: «كما نقترح تشكيل هيئة سياسية ديبلوماسية رفيعة على مستوى القوى السياسية لإقامة العلاقات مع جميع القوى والدول التي لها تأثير مباشر على تحجيم هذه الهجمات الهمجية للدواعش وداعميهم على شعب كردستان، لا سيما إقامة العلاقات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي ومباشرة الهيئة العمل بأسرع وقت دون تأخير». وتدهورت العلاقات بين حزب بارزاني و «الاتحاد الديموقراطي» السوري خلال السنوات الماضية جراء التقاطعات في آلية إدارة المناطق الكردية في سورية، في حين يحتفظ حزب طالباني بعلاقات داعمة لسياسة «حزب العمال» والقوى الكردية السورية المعارضة لبارزاني. ويرى القيادي السابق في حزب بارزاني عبدالسلام برواري، أن «الموقف والخطاب المعلن إزاء دعم كوباني هو موحد، لكن هناك مزايدات سياسية خرجت عن المنطق، من قبل بعض القوى الكردية، ومنها الاتحاد الوطني، إذ نرى أن كل ظرف مأسوي كالذي نعيشه يتم استثماره لكسب جماهيري على حساب الطعن بأحزاب أخرى، والمزايدات بلغت حد أن يعلن «الوطني» أن قواته تقاتل إلى جانب المقاومين في كوباني، واتضح لاحقاً عدم صحة الادعاء». وقال برواري ل «الحياة»، إن «رسالة كوسرت تأتي نتيجة تجاوز المزايدات الحد المعقول، وتحولت إلى موجة لتبادل الاتهامات، والرسالة تعكس مسألتين، كما نفهمه في الحزب الديموقراطي، فهي دعوة إلى الاتحاد الديموقراطي إلى الكف عن سياسة التفرد التي مارسها في المناطق الكردية السورية، ومن ناحية أخرى فإن البعض يذهب وكأن ما شهده قضاء سنجار والذي يحدث الآن في كوباني، هو نتيجة الخلافات بين الأحزاب الكردية الثلاثة الوطني والديموقراطي والعمال». وأوضح برواري أن «الوفد المرسل من قبل برلمان الإقليم غير قادر على الدخول إلى كوباني، فكيف يمكن أن نرسل مساعدات عسكرية؟ وهنا فإن البعض يسعى من وراء تنظيم تظاهرات وإصدار بيانات إلى إظهار دوره الوطني وانتزاعه من الطرف الآخر واعتباره مقصراً، والمستهدف هو بارزاني».