تصاعدت حدة التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الحزب «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني وبين القوى الموالية لحزب «العمال الكردستاني»، بسبب تبني سياسيات متقاطعة والتنافس على بسط النفوذ المناطقي، فيما تعاني القوى السياسية في إقليم كردستان من انقسام وتضارب في المواقف مع «العمال الكردستاني». ويأتي التصعيد على خلفية تنظيم حزب «الحل» الموالي ل «العمال» في أربيل تظاهرة لمطالبة حزب بارزاني بكشف مصير نحو 80 من عناصره فقدوا خلال مواجهات مسلحة بين الطرفين في تسعينات القرن الماضي. ووجه مجلس رئاسة أربيل وحزب بارزاني في بيانين منفصلين انتقادات لاذعة واتهامات ب «العمالة» إلى حزب العمال وأجنحته السياسية في إقليم كردستان والمناطق الكردية السورية، بالتزامن مع استبعاد وتقييد تحركات وانتقال الناشطين بين مناطق نفوذ الطرفين، واتهم «العمال» حزب بارزاني بالضلوع في تفجيرات شهدتها منطقة التل الأبيض في سورية. ووسط هذا التصعيد، تشهد علاقات «العمال» تحسناً مع حزب «طالباني» وحركة «التغيير»، وذلك عقب زيارات قام بها قادة سياسيون في الحزب إلى مدينة السليمانية، وبعد أن منع حزب بارزاني عبورهم مناطق نفوذه، قابله إجراء مماثل من «الاتحاد الديموقراطي» السوري تجاه القوى الكردية السورية الموالية لبارزاني. وإزاء الانقسام في علاقة أكراد العراق مع «العمال» وأسبابه، قالت النائب عن «الاتحاد الوطني» في برلمان الإقليم بيكرد طالباني ل «الحياة»: «لا يمكن إنكار تأثير الدول الإقليمية في توجهات القوى الكردية وسياستها، وحتى على مستوى العراق عموماً، ولكن لكل حزب الحق اتباع الأسلوب الذي يناسبه في إدارة علاقاته، خصوصاً مع الأجزاء الأخرى من كردستان (سورياوتركياوإيران)، ونحن في الاتحاد الوطني نؤمن بنضال شعوبنا في تركياوسوريا، خصوصاً مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة»، وأضافت أن «التوتر الأخير بين الديموقراطي والعمال يحتم علينا أن نعمل على التهدئة كي نتمكن من حل الأزمة عبر الحوار وإنهاء التقاطعات، واستمرار الأزمة من هذا النوع من شأنها أن تلحق ضرراً كبيراً بقضية الشعب الكردي ومستقبله، ونحن في الاتحاد أصحاب خطاب واضح، وعلاقاتنا مرتبطة بقرار الحزب السياسي، وتعاملنا مع القوى الكردية في البلدان المحيطة لا يعني أنها ستكون سبباً في تدهور العلاقة التي تربطنا بالديموقراطي، على رغم إقرارنا بأننا نختلف في الكثير من القضايا». في المقابل، قال العضو في الحزب «الديموقراطي» عبد السلام برواري ل «الحياة»، إن «حزب العمال يشكل الخلل الرئيسي في توتير العلاقات، بعد أن ترك الساحة في تركيا وفرض فروعاً له في كل من إيرانوالعراق وسورية، ونجح في غفلة عن الآخرين بالاتفاق مع النظام السوري على بسط سيطرته على المناطق الكردية السورية من دون استخدام القوة العسكرية».