أفاد مصدر سياسي كردي مطلع ل «الحياة»، بأن قيادة حزب «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني قد تتوصل إلى اتفاق لترشيح فؤاد معصوم كمرشح توافقي لمنصب رئاسة الجمهورية، وسط اعتراضات من قبل أعضاء بارزين في القيادة تمسكوا بترشيح برهم صالح للمنصب، فيما أكد عضو في «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني أن قرار محافظ كركوك نجم الدين كريم «الفردي» بالترشح للمنصب قضى على فرص نجاحه. وتفاقمت الخلافات بين قادة «الاتحاد الوطني» حول خطوة كريم الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، وعكست الخطوة انقساماً حاداً وتقاطعات في توجهات أقطاب الحزب بسبب غياب زعيمه جلال طالباني قبل عام ونصف العام، بعد تعرضه لجلطة دماغية، ما أدى إلى صراعات على الزعامة تقودها عقيلته هيرو إبراهيم أحمد، في مواجهة القياديين البارزين رئيس الحكومة الكردية السابق برهم صالح، ونائب رئيس الإقليم كوسرت رسول علي. وقال المصدر ل «الحياة» إن قادة حزب طالباني «عقدوا اجتماعاً توصلوا خلاله إلى اختيار القيادي فؤاد معصوم مرشحاً لمنصب رئيس الجمهورية، بعد إقصاء كل من المرشحين برهم صالح ونجم الدين كريم»، مشيراً إلى أن «القرار أثار اعتراضات قادة بارزين، وأن اختيار معصوم جاء بهدف خلق شخصية توافقية تجنباً لتوسع الخلافات». وعن أسباب قرار كريم الترشح من دون الرجوع إلى قيادة الحزب، قال المصدر إن «ذلك جاء وفقاً لصفقة عقدت بين كريم ورئيس الوزراء نوري المالكي». ويحظى كريم بدعم عقيلة طالباني. وفي رد سريع على اتهامها ب «الانحياز» إلى مرشح دون غيره، قالت هير في بيان: «لم أدع إلى دعم أي من المرشحين، ولن أفعل ذلك، لأن الشخص الذي سيتولى المنصب، يجب أن يحظى أولاً بثقة شعب إقليم كردستان وأعضاء الحزب»، مشيرة إلى أن «أعضاء الحزب سيكونون مطمئنين في حال منح المنصب لشخص يكون أثبت نزاهة ونموذجية تاريخه النضالي والحزبي، ليس لي فقط وإنما لجميع أعضاء الحزب». وفي موقف رافض لخطوة كريم، أكد القياديان كوسرت رسول وملا بختيار في بيان: «نوضح للجميع خصوصاً رئاسة برلمان العراق، أن المكتب السياسي للاتحاد الوطني سيعلن خلال الأيام الثلاثة المقبلة مرشحه النهائي لمنصب الرئاسة، بعد إخطار رئاسة الإقليم بذلك»، وأضافا أن «المكتب السياسي هو صاحب القرار، وأي محاولة مخالفة للقرار الشرعي للمكتب ستكون مرفوضة». وفي بيان منفصل رداً على خبر نشره بعض وسائل الإعلام، أن «الخلافات تهدد طرد عقيلة طالباني من الحزب»، قال رسول إن «هذه الأنباء عارية من الصحة، ونحن حريصون على علاقتنا الرفاقية والنضالية مع السيدة هيرو، ثم إن المكتب السياسي لم يعقد في 16 من تموز اجتماعاً كي تصدر مثل هذه التهديدات، ونؤكد أن قرار طرح مرشح، يصدر بموافقة كامل أعضاء المكتب السياسي». في المقابل، قال العضو في الحزب «الديموقراطي» عبد السلام برواري ل «الحياة»، إن «قرار كريم شكل مفاجأة، وذلك من شأنه أن يقضي على حظوظه في تولي المنصب، مقابل تزايد حظوظ منافسه برهم صالح»، وأضاف أن «ما يتداول من إشاعات عن اتفاق كريم مع المالكي وأطراف إقليمية، قد يكون نابعاً من رغبة ذاتية، وأعتقد بأنها كانت مغامرة، وقد خسرها (كريم)». وعن موقف «الديموقراطي» من المرشحين، قال برواري إن «الحزب والاتحاد تربطهما اتفاقية استراتيجية وعلى أساسها كان يتم تقاسم المناصب، في الإقليم وبغداد، وإثر تغير الموازين بعد الانتخابات الكردية العام الماضي، فإن الديموقراطي ومن أجل المصلحة العامة قرر الاستمرار في منح منصب رئاسة الجمهورية للاتحاد»، لافتاً إلى أن «نجم الدين كريم لم تعد له فرصة، وإذا عدنا إلى الماضي نرى أن نهجه في إدارته كركوك لم يكن مرضياً، وتم إيصال الملاحظات حولها إليه شخصياً وإلى الاتحاد، وكان السبب في رفض الديموقراطي توليه رئاسة القائمة الكردية في المحافظة، وموقفنا منه لم يتغير لاستمراره في نهجه السابق».