تتجه قوى تحالف المعارضة السودانية إلى مفاصلة بين تياراته، ما يهدد تماسكه وخروج أكبر حزب فيه من التحالف، فيما خطف مسلحون 31 نازحاً في دارفور كانوا في طريقهم للمشاركة في مؤتمر يناقش مستقبلهم. وهدد حزب البعث العربي الاشتراكي باتخاذ إجراءات في مواجهة حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي في حال تمسك الأخير بموقفه الرافض الاعتذار ل «البعث» عن حديثه بأن مفاهيم الحزب الفكرية تُحدث شرخاً في الوحدة الوطنية. وكشف «البعث» أن المهدي رفض مقابلة اللجنة المشكلة من الهيئة العامة لقوى تحالف المعارضة التي كانت تريد استيضاحه حول تصريحاته عن التحالف و «البعث» على وجه الخصوص، موضحاً أن المهدي رفض المقابلة بحجة الإعلان عن الزيارة مسبقاً في وسائل الإعلام. وجدد الناطق باسم «البعث» محمد ضياء الدين تمسك حزبه بتقديم المهدي اعتذاراً رسمياً. ويعتزم ممثلون لأحزاب سياسية في التحالف المعارض إثارة طلبات بإبعاد حزب الأمة من التحالف في اجتماعه غداً، مستندين في ذلك إلى ما سمّوه «مواقف غير واضحة» للحزب من مناهضة حكومة الرئيس عمر البشير و «مغازلته السلطة الحاكمة بين الحين والآخر». ونفى ممثل حزب الأمة في تحالف المعارضة عبدالجليل الباشا اتهامات بتعطيل حزبه ل «حركة التغيير» في السودان، وقال إن حزبه لا يمنع الأحزاب السياسية المعارضة من التعبير عن مواقفها في الشارع. لكنه قال إن بعض الأحزاب لا يمتلك الإرادة اللازمة لمثل هذه الخطوات الفعالة ولذلك يلجأ إلى «إثارة معارك واهية لتغطية الفشل». ويدعو حزب المهدي إلى «إعادة هيكلة» المعارضة باعتبار أن قوى في التحالف لديها مواقع قيادية فيه لكنها لا تحظى بثقل سياسي. وتتهم قوى معارضة المهدي بالسعي إلى رئاسة التحالف وإقصاء رئيسه فاروق أبوعيسى. إلى ذلك، أعلن حاكم ولاية وسط دارفور يوسف تبن، أن متمردين خطفوا 31 نازحاً واحتجزوا بعض عناصر البعثة الأممية الأفريقية المشتركة «يوناميد» الذين كانوا في طريقهم لحضور مؤتمر للنازحين في نيالا قرب حدود محافظة كاس. وقال تبن إن الوفد المخطوف يتألف من 8 نساء و 23 رجلاً يمثلون قيادات النازحين، وإنه كان على متن حافلات تابعة إلى بعثة «يوناميد». واتهم تبن قوات «يوناميد» بتجاهل نصائح الأجهزة الأمنية وبأنها لم تظهر أي مقاومة للمتمردين عند خطف النازحين. وشدد على أن الأجهزة الأمنية في ولايتي جنوب دارفور ووسطها ستقومان بملاحقة المتمردين حتى إرجاع المخطوفين سالمين. وبدأ أمس الإثنين في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، مؤتمر «العودة الطوعية» للنازحين وسط حضور رسمي وشعبي تقدمه نائب الرئيس الحاج آدم يوسف. ويشارك في المؤتمر رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي ووزير الداخلية إبراهيم حامد محمود، بجانب عدد من ممثلي البعثات الديبلوماسية وحكام ولايات دارفور الخمس وبعثة «يوناميد». ويشارك في مؤتمر نيالا أكثر من 500 من ممثلي اللاجئين والنازحين للتعرف إلى احتياجاتهم، وهو ضمن اشتراطات وبنود وثيقة الدوحة لسلام دارفور. وكان من المقرر عقد المؤتمر نهاية العام الماضي، لكنه تأجل بسبب تفشي مرض الحمى الصفراء في المنطقة في ذلك الحين.