طمأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نظيره اليوناني أنتونيس ساماريس أن "المصالحة بين تل أبيب وأنقرة لن تكون على حساب العلاقات الإسرائيلية اليونانية"، فيما نشر وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان مقالا عبر فيه عن معارضته الشديدة لاعتذار إسرائيل أمام تركيا. وأفادت صحيفة "هآرتس" اليوم الاثنين بأنه بعد المحادثة الهاتفية التي أجراها نتنياهو مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة الماضي، وقدم فيها اعتذاراً رسمياً على مقتل 9 نشطاء أتراك خلال مهاجمة سلاح البحرية الإسرائيلي للسفينة "مافي مرمرة" في أيار/مايو العام 2010، أجرى محادثة هاتفية مع نظيره اليوناني وأكد أن المصالحة مع تركيا لن تكون على حساب علاقات إسرائيل مع اليونان. كذلك اتفق نتنياهو و ساماريس على عقد لقاء بين الحكومتين الإسرائيلية واليونانية خلال الشهور القريبة المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب تدهور العلاقات الإسرائيلية التركية في السنوات الثلاث الأخيرة، سعى نتنياهو إلى توثيق العلاقات الإسرائيلية اليونانية، انطلاقا من أن اليونان وتركيا هما خصمان تاريخيان. وتم التعبير عن تحسين إسرائيل لعلاقاتها مع اليونان من خلال مناورات جوية مشتركة يستخدم فيها سلاح الجو الإسرائيلي المجال الجوي اليوناني، بينما كان قبل ذلك يستخدم المجال الجو التركي في مناورات مشابهة. إضافة إلى ذلك وثقت إسرائيل علاقاتها الاقتصادية مع اليونان وخاصة في ما يتعلق بالسياحة، حيث تم توجيه مئات آلاف السياح الإسرائيليين إلى اليونان بدلا من تركيا التي كانت تعتبر هدفا سياحيا مفضلا لدى الإسرائيليين. وفي غضون ذلك يتوقع عقد لقاء بين خبراء قانون إسرائيليون وأتراك في الفترة القريبة للبحث في اتفاق تعويض إسرائيل عائلات القتلى الأتراك الذين سقطوا جراء مهاجمة سلاح البحرية الإسرائيلي لأسطول الحرية التركي. وبين بنود الاتفاق الإسرائيلي - التركي يوجد بند يقضي بوقف الإجراءات القانونية التركية ضد ضباط وجنود إسرائيليين شاركوا في مهاجمة السفينة "مافي مرمرة"، لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن خبراء قانون تأكيدهم إنه ليس بمقدور أردوغان، من خلال اتفاقه مع نتنياهو، إلغاء هذه الإجراءات القانونية. رغم ذلك فإنه في سياق المصالحة الإسرائيلية التركية منح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس أمس مقابلات لشبكة "سي ان ان" الأميركية وصحيفة "حرييت" التركية الواسعة الانتشار، وقال فيها إنه "يوجد ألف سبب تجعل إسرائيل وتركيا صديقتين ولا يمكن ذكر أي سبب يجعلهما عدوتين". وأضاف بيرس "هناك تاريخ مشترك للدولتين وتركيا كانت أول دولة إسلامية تعترف بدولة إسرائيل"، وشدد على" أنه سيكون مسرورا بلقاء الرئيس التركي عبد الله غل في أقرب وقت".