توقّعت دراسة أجرتها شركة أبحاث السوق العالمية PhoCusWright، أن تشهد سوق السفر السعودية نمواً مطرداً، لتصل قيمتها إلى 43 بليون ريال (11.4 بليون دولار) في عام 2014، بزيادة نسبتها 4 في المئة مقارنة بعام 2012، إذ كانت بلغت 38.2 بليون ريال (10.2 بليون دولار)، فيما بلغ إجمالي الإنفاق على السياحة والسفر في المملكة أكثر من 86 بليون ريال. وأجريت الدراسة، التي حملت عنوان «تقييم فرص السفر الإلكتروني في الشرق الأوسط»، برعاية مشتركة من «أماديوس»، الشريك التكنولوجي الرائد في قطاع السياحة والسفر العالمي، وتضمنت تقويماً شاملاً لقطاع السياحة والسفر في منطقة الشرق الأوسط، وركزت بشكل خاص على نمو وإمكانات قطاع السفر الإلكتروني في أسواق السعودية والإمارات ومصر وقطر. وتوقعت الدراسة أن تنمو مبيعات السفر الإلكتروني في السعودية إلى الضعف خلال العامين المقبلين، بسبب تزايد انتشار التجارة الإلكترونية في المنطقة، مشيرة إلى أن القيمة الإجمالية لسوق السفر الإلكترونية في المملكة في عام 2012 تجاوزت القيمة التي كانت مقدرة ب 5.35 بليون ريال، ومن المتوقع أن ترتفع إلى أكثر من 7 بلايين ريال في عام 2014. وقال المدير العام ل«أماديوس السعودية» نشأت بخاري: «يواصل قطاع السياحة والسفر في السعودية نموه بوتيره متسارعة، وهذا يتضح من خلال تنامي حجم الحجوزات الإلكترونية عبر الإنترنت، ولاسيما لأغراض السياحة الدينية التي تلعب الدور الأبرز في دفع عجلة نمو القطاع في المملكة»، مشيراً إلى أن التنوع السكاني أسهم في تحفيز السياحة الداخلية وتنشيط حركة المسافرين من المملكة وإليها. وأضاف: «تشير دراسة شركة أبحاث السوق العالمية إلى أن إجمالي الإنفاق على السياحة والسفر في المملكة ارتفع إلى أكثر من 86 بليون ريال، وأن مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وصلت في عام 2010 إلى أكثر من 220.8 بليون ريال، كما كان للاستثمارات الضخمة التي جرى ضخها من القطاعين العام والخاص لدعم قطاعي السياحة والطيران أثر كبير في تعزيز القدرات والمزايا التنافسية للمملكة على المستوى الإقليمي». وأظهرت الدراسة أن الهواتف الذكية تمثل 60 في المئة من إجمالي الهواتف المحمولة في السعودية، وأن ما يقرب من 26 في المئة من مستخدميها يتصفحون الإنترنت للحصول على المعلومات المتعلقة بالسفر وإجراء عمليات الحجز والشراء إلكترونياً، وزاد إجمالي الحجوزات التي أجريت عبر نظام Online Travel Agencies في المملكة بنسبة 25 في المئة في عام 2012، واستحوذت شركات الطيران التقليدي والاقتصادي على 76 في المئة من تلك الحجوزات. وبحسب شركة أبحاث السوق العالمية، تعتبر سوق الطيران السعودية من الأسواق الناضجة والمستقرة، إذ تشهد نمواً بمعدل نمو سنوي مركب 2.6 في المئة، ومن المتوقع أن تنمو شركات الطيران الاقتصادي بمعدل سنوي مركب 7.6 في المئة في الفترة من 2010 إلى 2014. ومن جانب آخر، تستحوذ المملكة على 50 في المئة من سوق تأجير السيارات، ما يجعلها أكبر سوق في المنطقة، تليها الإمارات ومصر، في حين تشير التقديرات إلى أن حجوزات قطاع المنشآت السياحية سترتفع بنحو 5 في المئة إلى 16 بليون ريال في عام 2014، إذ تحظى مكةالمكرمة والمدينة المنورة بنسبة 53 في المئة من إجمالي حجوزات تلك المنشآت. يذكر أن السعودية تستقبل خلال موسم الحج وحده ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، كما ترتفع أعداد الزوار على مدار العام، خصوصاً خلال شهر رمضان لأداء مناسك العمرة، وفي ضوء ذلك، يبلغ إجمالي مسافري السياحة الدينية لأغراض الحج والعمرة حالياً 7.7 مليون شخص، ومن المتوقع أن يصل إلى 13.7 مليون شخص بحلول عام 2019. وتضخ السعودية استثمارات ببلايين الريالات في توسيع مطاراتها، استجابة للتوقعات بأن تشهد حركة الركاب ارتفاعاً حاداً، وتعزيزاً لمكانتها التنافسية كمركز إقليمي للسفر العالمي، وتقدر استثمارات المملكة في إنشاء وتحديث المطارات ب19.5 بليون ريال في جدة وتبوك والمدينة المنورة، ومن المقرر إنجازها في 2014.