أشار الأمير خالد بن سلطان في محاضرته إلى أن فلسفة الأمير سلطان رحمه الله في إنشاء جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه كانت نابعةً من رؤيته في أن المياه عصب الحياة وسبب النمو والنماء وقاطرة التنمية الشاملة المستدامة، وأن مشكلة المياه متعددة الأبعاد تؤثر في الحياة بكل نواحيها، فنقطة الماء إن عذبت وصلحت سقت العباد وارتوت البلاد وازدهرت الثمار، وإن نضبت أو فسدت، هلك الإنسان ونفق الحيوان وذبلت الأغصان وسبحان من قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حي). وأضاف أن من رؤيته - رحمه الله - محاربة أربعة عناصر تحكم حصارها على كل قطرة ماء هي: «النُّدرة، التلوث، التصحُّر، الصراع»، خصوصاً إذا علمنا أن أقل من 1 في المئة من هذه المياه العذبة هو المتاح للاستخدام البشري. قال الأمير خالد إن الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله كان يرى أن الاهتمام بالماء والمشاريع المائية ليسا ترفاً أمام الحكومات بل مطلب ملحّ وتحد حقيقي عليها مواجهته وتخصيص الموازنة الكافية، وجعل هذا الأمر في أعلى درجة من أولوياتها، وأنّ الفجوة المائية بين المتاح والمطلوب تُنذر بخطر يتفاقم يوماً بعد يوم، إذ كلما ازداد العطش ازداد الجوع، وكلما استفحل الاثنان استشرى الفقر في أبشع صورة، وحيثما يحل الفقر تتقلص فرص التنمية والنمو، وأينما تناقصت هذه الفرص ضاعت حرية الرأي وامتلاك القرار، مع تأكيده على أن تجاوز الفجوة المائية الحالية ما بين العرض والطلب في المنطقة العربية لا يكون إلا بترشيد الاستهلاك وتنمية الموارد المتاحة، وإضافة موارد مائية جديدة، تقليدية وغير تقليدية. وأوضح أن الفقيد كان يرى أن الاهتمام الزائد بالمياه أكثر من ضروري، إذ إن الإنسان الذي يحارب التلوث بضراوة هو نفسه المتسبب فيه أحياناً بما يلقيه في الأنهار والبحيرات والسدود من فضلات القطاع الصناعي ومخلفات القطاع المدني، وبما يدسّه من إفرازات الصناعة في التربة مباشرة، فيلوث الآبار الجوفية ويفسد مصادره المائية، ثم يكدّ في البحث عن مصادر أخرى نظيفة شاكياً نضوب مصادره القديمة، وهنا يأتي دور التوعية والإبداع أمام هذه الأخطار وأمام ما ينبئ به المستقبل المائي من صراعات متوقعة، وأمام استشعار الأمير سلطان - رحمه الله - لتلك الأخطار لم يقف مكتوف الأيدي، بل كان السبّاق إلى فعل الخير كل الخير، لذا أُنشئت المشاريع المائية ومراكز الأبحاث للمياه داخل المملكة وخارجها.