تحول منزل فاضل (22 سنة)، الذي يعاني من شلل في الشق الأيسر من جسمه، إلى «عيادة» يتلقى فيها العلاج من قبل فريق طبي «متكامل»، يقوم بزيارات «مجدولة» إلى منزله، ويصرف له الأدوية، من دون أن يكلفه عناء الذهاب إلى المستشفى، تقديراً «لظروفه الخاصة». وتعمل الفرق الطبية التابعة لإدارة الطب المنزلي في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، على زيارة المرضى، الذين لا تستدعي حالاتهم البقاء في المستشفيات، إذ يتم تقديم الخدمة الطبية والتثقيفية لهم في منازلهم، ومتابعة حالهم بالزيارة الميدانية للمرضى، بهدف التسهيل عليهم. ويوضح نافع (75 سنة)، المشمول هو الآخر في برنامج «الطب المنزلي»، الذي أطلقته «صحة الشرقية» قبل عامين، أن الخدمات التي يوفرها البرنامج للمرضى، «تشعرني بالراحة النفسية والبدنية، على السواء»، مضيفاً «أشعر بتحسن كبير حالياً، مع زيارات العاملين في البرنامج، بالمقارنة مع المرحلة التي سبقت تطبيقه عملياً»، لافتاً إلى أنه سهّل على المرضى وذويهم كثيراً، «بعد أن كانوا يعانون في نقلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية». فيما قالت زوجته: «إن فكرة الطب المنزلي، التي تقدم رعاية طبية لبعض المرضى في منازلهم، ووسط أسرهم، تعكس اهتماماً كبيراً من العاملين في القطاع الصحي في المرضى، ما يعزز لدى المريض الشعور في قيمته، في ظل الخدمات التي تقدم له بين أسرته وذويه». وطبق برنامج «الطب المنزلي» في 11 مستشفى في المنطقة الشرقية. ونفذ حتى يوم الأحد الماضي، 26.357 زيارة منزلية، تم خلالها الكشف على 1826 مريضاً. إلى ذلك، قام المدير العام ل «صحة الشرقية» الدكتور صالح الصالحي، بزيارات لعدد من المرضى المستفيدين من خدمات برنامج «الطب المنزلي»، بهدف «الاطمئنان على مستوى الخدمة المقدمة لهم في منازلهم، واستطلاع آرائهم، وتلمس احتياجاتهم» بحسب قوله، ورافقه في زيارته مسؤولو الطب المنزلي الدكتور سعيد الغامدي، والدكتور عبد الرحمن أبو داهش. ودعا الصالحي، إلى «مزيد من الاهتمام بهذه الفئة، من خلال جودة الخدمة، وبذل الجهود لإرضاء المستفيدين من الخدمة». وأكد أن مسؤولية «صحة الشرقية» تشمل «رعاية المرضى المشمولين في برنامج «الطب المنزلي»، وهي خدمة توفر الرعاية الصحية المنزلية للمرضى المحتاجين، وتتميز بأنها تنفذ داخل محيط منزل الأسرة، ما يعود بالراحة النفسية على المريض، إضافة إلى أنها تعزز مساهمة أسرة المريض في متابعة مرضاهم، في حين أنها توفر على المرضى صعوبة الانتقال من سكنهم إلى المستشفى»، مضيفاً «لمسنا نتائج إيجابية لهذه الخدمة على المريض، وعلى مقدمي الخدمات في مستشفيات المنطقة». وأوضح الصالحي، أن هناك تنسيقاً يسبق الزيارات المنزلية، إذ يتم «الاتصال بأسرة المريض قبل التوجه إلى منزله، ويتم خلال الاتصال تحديد موعد الزيارة، وتقدم الخدمة الطبية والتثقيفية للمريض»، مضيفاً أن «قبول الحالات في البرنامج تبدأ عندما يقرر الطبيب المعالج في المستشفى أن حال المريض مستقرة. ويمكن متابعتها في المنزل، ليشعر فيه المريض بالراحة والخصوصية، إضافة إلى إتاحة الفرصة لذوي المريض للمشاركة في العناية به، ما يزيد من الروابط الأسرية».