عزت شركة المياه الوطنية سبب تجمع أهالي جدة أمام أشياب المياه إلى تنظيم حركة سير الشاحنات والناقلات التي أجريت أخيراً، ما أدى إلى تأخر وصولها، إضافة إلى زيادة الطلب على الماء. وأوضح مدير وحدة المياه في محافظة جدة المهندس عبدالله العساف في حديثه إلى «الحياة» أن محافظة جدة وإدارة المرور حددتا جدولاً يومياً يمنع خروج الشاحنات في شوارع المحافظة تلافياً لأزمة حركة السير، والمتمثلة من الساعة السادسة وحتى التاسعة صباحاً، ومن الساعة 12 ظهراً وحتى الثالثة مساء، ومن الساعة السادسة مساء وحتى التاسعة ليلاً. وأفاد بأن غالبية طلبات المواطنين للمياه عبر الاتصالات التي تردهم تأتي في أوقات المنع، إذ لا يسمح للشاحنات الخروج في الأوقات الممنوعة، ما يدفع بعض الأهالي إلى الحضور عند الأشياب. وبين العساف أنه لا توجد أزمة مياه في مدينة جدة، إذ إن حجم الضخ اليومي لمياه المنازل عبر «العين» يبلغ مليون متر مكعب، كما أن صهاريج المياه كثيرة ومتوافرة، إذ يبلغ عددها 2500 صهريج مياه، مضيفاً: «ليس هناك قلة في عدد الصهاريج، ولا يمكن أن يكون هناك ساكن في مدينة جدة من دون ماء لمدة يومين أو ثلاثة أيام». وأكد أن ضخ الماء عبر العين سيكون مستمراً بحسب الجدول المحدد له، موضحاً أن شركة المياه الوطنية تستجيب للطلبات والمكالمات عبر الرقم الموحد للشركة، نافياً وجود أزمة للمياه. وأعلن عن بدء التنفيذ في الخزن الاستراتيجي في المحافطة بسعة تصل إلى 1.5 مليون متر مكعب، وتقدر كلفته المالية بنحو 600 ألف ريال، إضافة إلى خزان آخر سيطرح للتنفيذ تقدر سعته بنحو 1.5 مليون متر مكعب. وأكد عدم وجود مشاريع متعثرة في شرق جدة، مبيناً أن الشركة تنشئ مشاريع جديدة تحتوي على شبكات الصرف الصحي. من جهة أخرى، تذمر الكثير من قاطني جدة من قلة وفرة المياه في أحيائهم التي يقطنونها، وأن تنظيم حركة مرور خروج الشاحنات ليس مبرراً في عدم وصول الماء لديهم، مرجعين السبب إلى قلة خزانات المياه. واشتكى المواطن صالح بن خالد أحد سكان حي أبحر شمال جدة من عدم ضخ العين للحي، مؤكداً أن أرقام الاتصالات للشركة مزدحمة بسبب كثرة الطلب على المياه. وقال إن تنظيم المرور لخروج شاحنات الماء ليس مبرراً لحدوث التكدس وكثرة الطلبات، مرجعاً أن السبب يكمن في سوء التنظيم من شركة المياه. وبين محمد نبيل أحد قاطني حي الحمراء وسط جدة أن مياه العين لا تفي بالغرض، إذ إن كمية الضخ قليلة، ما اضطره إلى طلب المزيد من المياه عبر محطة التحلية. وأضاف: «لا بد من التخطيط المسبق لتوازن استيعاب تخزين المياه وتلبية الطلبات مع إنتاج التحلية، وستظل المشكلة عالقة دون جدوى في حال تم إنتاج تحلية المياه وزيادتها بطريقة لا تتسع لها الخزانات». وطالب أحمد البركاتي من قاطني حي السنابل في جنوبجدة بإنشاء خزانات إضافية للمياه، وتوزيع مياه التحلية بحسب التعداد السكاني في المحافظة، مشيراً إلى أن طريقة الحصر في خزانات المياه بحي الفيصلية وحي بريمان لم تعد تجدي نفعاً.