تستثمر دول مجلس التعاون الخليجي مئات الملايين من الدولارات في تحديث تقنيات ونظم مطاراتها لضمان توفير حركة سلسة وأكثر أماناً للمسافرين والبضائع المشحونة، في إطار سعيها إلى تعزيز قدراتها التنافسية كمراكز عالمية منافسة للسفر والشحن. واعتبر «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (أياتا) أن التوقعات بارتفاع عدد المسافرين عبر مطارات منطقة الشرق الأوسط إلى حوالى 400 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2020، تعزز الحاجة إلى تطوير النظم الأمنية في هذه المطارات باستمرار. وأكد المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني محمد عبد الله أهلي، أن «ضمان سلامة المسافرين والبضائع وأمن البنية التحتية لا يعد مجرد مطلب موقت، بل متطور باستمرار، ما يفرض على الجهات المعنية تحديات كبيرة في هذا الشأن للارتقاء الدائم بالمعايير الأمنية من دون إزعاج المسافرين أو التأثير في تمتعهم بتجربة سفر متميزة». ويُعد معرض المطارات الثالث عشر، الذي سيقام في دبي بين 6 و8 أيار (مايو) المقبل، منصة عالمية تجمع الشركات الرائدة في مجال صناعة المطارات في العالم، والتي ستعرض أحدث الحلول والأنظمة والمعدات المتعلقة بالأمن والسلامة. وسينفرد المعرض بتوفير منطقة «تجربة المسافرين بالمطارات» التي ستتيح للزوار الاطلاع على التقنيات في عالم المطارات مستقبلاً. مشاريع توسع وقال مدير الإدارة العامة لأمن المطارات في شرطة دبي أحمد بن ثاني: تسير الاستثمارات الضخمة لتعزيز أمن وسلامة المطارات بالتوازي مع عمليات التوسع الكبرى، فالتحديات المتواصلة تستدعي ضمان استخدام منظومة أمنية شاملة ومتطورة فنياً وبشرياً وفق أفضل الممارسات العالمية». وأضاف «أصبحت المنطقة تمثل نموذجاً عالمياً متميزاً في مجال أمن المطارات من خلال اعتمادها نهجاً يمزج بين أحدث التقنيات وأكثر الاستراتيجيات فعالية، واعتمدنا في دبي معايير متفوقة في هذا المجال عبر بناء علاقات تعاون متميزة وروابط قوية مع كل الشركاء الاستراتيجيين المعنيين محلياً ودولياً». وأشار إلى أن البنية التحتية الخاصة بالسلامة والأمن في مطار دبي الدولي تعتمد أساساً على التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، ومنها نشر سبعة آلاف كاميرا حديثة في المطار. وأكد نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «أياتا» حسين الدباس، أن «المنهج البراغماتي هو أساس النجاح في تأمين الطيران، فالعالم يحتاج إلى نوع من التوازن بين الحاجة لتجنب الأخطار والحفاظ على السرعة والكفاءة اللازمتين لنقل ثلاثة بلايين مسافر و50 مليون طن من البضائع سنوياً في العالم». ويُتَوقع تصاعد هذه الأرقام، خصوصاً في أسواق آسيا - المحيط الهادئ، والشرق الأوسط والأسواق الناشئة الأخرى. إلا أن لا وجود لمنهج موحد يمكن تطبيقه على كل المطارات في مجال الأمن والسلامة، فلكل مطار خصوصيته ومتطلباته، ما دفع الأطراف المعنية في صناعة الطيران إلى العمل مع الحكومات لتطوير حلول مناسبة في هذا المجال. وأضاف الدباس أن «أياتا صممت برنامج نقاط التفتيش المستقبلية بهدف تعزيز الأمن والارتقاء بمستويات الكفاءة وتحسين مستوى تجربة السفر، وذلك عبر المزج بين أحدث التقنيات والتركيز على استخدام الموارد في المجالات التي تقلص الأخطار». النمو المتوقع ولفت مدير الحدث في شركة «ريد للمعارض» الشرق الأوسط دانيال قريشي، وهي الجهة المنظمة لمعرض المطارات في دبي، إلى أن النمو المتوقع في صناعة الطيران الإقليمية والتحديات الأمنية التي تفرضها الزيادة الكبيرة في عدد المسافرين، تحتم على المطارات، التركيز باستمرار على التحديات الخاصة بالأمن والسلامة». وأشار إلى أن «اعتماد أكثر الأنظمة والتجهيزات تقدماً في مجال أمن المطارات، يشكل عاملاً محورياً في تطورها، وسيوفر المعرض ومنتدى قادة المطارات العالمية، الذي يتزامن مع المعرض، فرصة نوعية لهيئات المطارات الإقليمية للاطلاع على أحدث الاتجاهات والتقنيات في هذا المجال». وأظهر تقرير لشركة «فروست أند سوليفان» الاستشارية أن مطارات الشرق الأوسط ستنفق 86 بليون دولار على خططها التوسعية حتى عام 2025، بينما يشكل الإنفاق على تعزيز مستويات الأمن والسلامة عنصراً حيوياً ضمن الموازنات المخصصة لتطوير المطارات. يُذكر أن قيمة الإنفاق العالمي على أمن المطارات بلغ عام 2012 نحو 22.3 بليون دولار، وفقاً لتقرير سوق أمن الطيران. وعلى المدى الأبعد، يُتوقع أن يزيد الإنفاق على أمن المطارات في الشرق الأوسط. ويشمل أبرز التقنيات الرئيسة المتعلقة بقطاع الطيران، التي يُنتظر أن تسجل تطورات نمو متسارعة خلال السنوات المقبلة، التقنيات المتخصصة بفحص المسافرين وأمتعتهم، ومراقبة محيط المطارات والتحكم في الدخول إليها، والمراقبة الرقمية والمقاييس الحيوية. وبينما برزت الإمارات ضمن أكثر الدول استثماراً في مجال أمن المطارات، فإن قطر والسعودية ليستا بعيدتين عن الصدارة، إذ تواصل مطارات الشرق الأوسط التوسع في اقتناء أكثر النظم تطوراً وتعقيداً في هذا المجال، ولذلك يتوقع استمرار ارتفاع الإنفاق على تجهيزات المطارات.