قتل أربعة باكستانيين لدى تفجير انتحاري من اثنين حزاماً ناسفاً حمله داخل قاعة في مجمع المحاكم بمدينة بيشاور (شمال غرب)، والملاصق لمبنى برلمان الاقليم وفندق «كونتيننتال» الذي يرتاده اجانب وتقيم فيه بعثة القنصلية الأميركية في المدينة. كما يبعد المجمع نحو مئتي متر من مقر قيادة فيلق الجيش الباكستاني في منطقة القبائل (شمال غرب). وأوضحت مصادر أمنية ان «الانتحاريين حملا مسدسات وأحزمة ناسفة يزن كل منهما ستة كيلوغرامات. ونجح أحدهما في اطلاق النار على عدد من الشرطيين المتواجدين لحماية قاعات المحاكم، ثم اقتحم قاعة وفجر نفسه، ما أدى الى مقتل أربعة داخلها. أما الثاني فأرداه شرطيون نجحوا في نزع حزام ناسف ارتداه وأبطلوا مفعوله. ولم تتبن أي جهة الهجوم، لكن وزير الإعلام في حكومة اقليم بيشاور، افتخار حسين، صرح بأنه «نفذ للتأثير على الانتخابات المقبلة». الى ذلك، أعلن احسان الله احسان، الناطق باسم «طالبان باكستان»، تعليق الحركة محادثات السلام، وذلك بعد نحو اسبوعين على دعوة الحركة الحكومة الى الحوار ووقف العنف في أنحاء البلاد، قبل ان تشترط اسلام آباد القاء الحركة السلاح لبدء محادثات. واتهم احسان الحكومة والجيش بأنهما «غير جديين»، مضيفاً ان الحكومة «لم تقدم الى الشعب الا الأعباء والبطالة والفقر خلال السنوات الخمس الماضية، لذا ننصح الشعب بعدم المشاركة في انتخابات نظام ديموقراطي غير اسلامي يخدم فقط مصالح الكفار وأعداء الإسلام». وتابع: «نوصي الشعب بالابتعاد عن تجمعات حزب الشعب والحركة القومية المتحدة وحزب عوامي الوطني، وسنتابع سعينا الى تطبيق حكم الشريعة في البلاد». وفي كراتشي (جنوب)، قتل مسلحون مجهولون بالرصاص مدير مدرسة في منطقة لياقت آباد يدعى سبط جعفر خلال عودته الى منزله على متن دارجة نارية. على صعيد آخر، أعلنت السلطات ان القوات الخاصة (رانجرز) اوقفت نهاية الاسبوع الماضي في كراتشي الناشط الاسلامي قاري عبد الحي الملقب ب «اسد الله» والذي يشتبه في تورطه بقتل الصحافي الأميركي دانيال بيرل عبر قطع رأسه عام 2002. وأكد مسؤول في القوات الخاصة ان «اسد الله كان زعيم عسكر جنقوي في اقليم السند (وعاصمته كراتشي)، وشارك في عدد كبير من الهجمات الارهابية». وكانت محكمة لمكافحة الارهاب دانت في حزيران (يونيو) 2002 باعدام عمر الشيخ، واسمه الحقيقي احمد سعيد الشيخ، لقتله بيرل الذي شغل منصب مدير مكتب صحيفة «وول ستريت جورنال» لجنوب آسيا.