إسلام آباد، بيشاور، كراتشي - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعلنت السلطات الباكستانية أمس، إنشاء محكمة استئناف شرعية في أحد دوائر شمال غربي البلاد، عملاً باتفاق السلام المبرم مع المتشددين الإسلاميين والذي يقضي بإقامة محاكم شرعية لقاء إلقائهم السلاح. وصرح وزير الإعلام في دائرة ملقند ميان افتخار حسين: «أعلنت حكومة إقليم الشمال الغربي إنشاء محكمة استئناف شرعية في ملقند». وأضاف «عين قاضيان لرئاسة المحكمة. وبذلك تكون الحكومة وفت بوعودها كافة». ووافقت السلطات في شباط (فبراير) الماضي، على مطالب المتشددين بتطبيق الشريعة في منطقة ملقند ووادي سوات، وهي منطقة سياحية سابقة، لإنهاء عامين من العنف. وبدأت المحاكم الإسلامية تمارس عملها في منتصف آذار (مارس) الماضي في تلك المنطقة. لكن عوضاً عن إلقاء السلاح على ما ينص الاتفاق، واصل المتشددون تقدمهم في المنطقة. في الوقت ذاته، واصل الجيش الباكستاني عمليته ضد المتشددين الذين سيطروا على مناطق عدة في دائرة ملقند التي تبعد 100 كلم عن إسلام آباد. وقوبل اتفاق الحكومة والمتشددين على إنشاء محاكم شرعية، بانتقادات من عواصم الغرب وفي مقدمها واشنطن التي اعتبرت الخطوة تنازلاً أمام المتشددين يفسح في المجال أمام تصعيد مطالباتهم، ما يوسع نفوذهم في البلاد. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية ان الرئيس آصف علي زرداري سيزور واشنطن خلال الفترة من الخامس (اليوم) وحتى الثامن من الشهر الجاري. ونقلت قناة «جيو تي في» الباكستانية عن بيان لوزارة الخارجية ان زرداري سيجري محادثات مع الرئيس الأميركي باراك اوباما تتناول تعزيز العلاقات الثنائية، كما سيشارك في قمة ثلاثية أميركية – باكستانية - أفغانية حول سبل اجتثاث التشدد والعنف من باكستان وأفغانستان. بالإضافة إلى ذلك سيجري زرداري محادثات مع عدد من المسؤولين الأميركيين من بينهم نائب الرئيس جو بايدن ووزيري الخارجية هيلاري كلينتون وروبرت غيتس. وسيجري الرئيس الباكستاني أيضاً محادثات مع قادة الكونغرس. على صعيد آخر، منعت السلطات الباكستانية عمران خان لاعب الكريكيت الذي تحول الى السياسة من التوجه الى مدينة كراتشيجنوب البلاد أمس، الأحد خوفاً من ان تتسبب زيارته في أعمال عنف في المركز التجاري لباكستان. وقتل 27 شخصاً على الأقل الأسبوع الماضي في اشتباكات في كراتشي بين فصائل عرقية متناحرة فيما يمثل مبعث قلق امني آخر للدولة التي تتمتع بقدرة نووية وتكافح بالفعل موجة من عنف المتشددين. وقال خان للصحافيين في مطار مدينة لاهور حيث منعته السلطات من ركوب الطائرة المتجهة الى كراتشي «هذا أمر مخز». وتساءل: «وفق أي قانون يمكنهم منع مواطن باكستاني من الذهاب الى كراتشي؟ أليست كراتشي مدينة باكستانية»؟ والعنف في كبرى المدن الباكستانية ناجم عن التوتر بين المهاجرين الناطقين بالواردية الذين هاجروا من الهند بعد إنشاء باكستان عام 1947 والبشتون العرقيين من شمال غربي البلاد. ويرأس خان حزباً صغيراً وهو من البشتون. ويتزايد التوتر في كراتشي فيما اصبح المهاجرون الذين يهيمنون على إدارة المدينة متشككين في جماعة البشتون التي تتعاطف بشدة مع الإسلاميين في أعقاب زيادة في التمرد في شمال غربي باكستان. وأضعف العنف في كراتشي ثقة المستثمرين. وقال خان انه كان ذاهباً لحمل رسالة سلام الى كراتشي التي يقطنها أكثر من 16 مليون شخص بينهم العدد الأكبر من البشتون خارج الإقليم الحدودي الشمالي الغربي حيث يشتد تمرد «طالبان». وقال خان في إشارة الى رئيس الحركة القومية المتحدة التي تمثل المهاجرين: «نحاول تشكيل وحدة بين جميع الجماعات العرقية لكن الطاف حسين يعتبر كراتشي ملكاً له ومنعنا (من دخولها)». والحركة القومية المتحدة هي القوة السياسية المهيمنة في كراتشي منذ سنوات. وهي جزء من حكومة ائتلافية إقليمية بقيادة حزب الشعب الباكستاني بزعامة زرداري. وأصدرت حكومة إقليم السند وعاصمتها كراتشي السبت أمراً بمنع خان من دخول الإقليم لمدة شهر. وفي أعقاب العنف الذي اندلع الأسبوع الماضي منعت السلطات عقد تجمعات حاشدة وأمرت قوات الأمن باطلاق النار على مثيري الشغب بمجرد رؤيتهم لاستعادة النظام. وقال عارف خان وزير داخلية الإقليم ان منع خان يهدف الى الحيلولة دون مزيد من الاضطرابات. وخرج عدد من العمال من أعضاء حركة العدالة الى الشوارع في كراتشي احتجاجاً على حظر دخوله وأغلقوا طريقاً رئيسياً في المدينة الساحلية لبعض الوقت.