أكثر ما يتحدث عنه الإعلام الرياضي هذه الأيام هو تلك الرسالة النصية التي تلقاها رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد من رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد، وحملت تهنئته لرئيس النادي بفوز فريقه على الريان القطري في المباراة الأخيرة لدوري المجموعات في دوري أبطال آسيا. ولم أفهم حتى الآن، هل أخطأ أحمد عيد في حق الهلاليين عندما بعث لرئيس ناديهم برسالة نصية عبر جواله، بعد أن تجاهل رئيس الهلال اتصالات رئيس اتحاد الكرة التي تكررت ثلاث مرات، كما يؤكد رئيس اتحاد كرة القدم في تصريح صحافي، فيما اعتبر البعض ذلك تجاهلاً من الرئيس الهلالي لرئيس اتحاد كرة القدم، على خلفية التعديلات التي أجرتها لجنة المسابقات على مواعيد الجولات الأخيرة لدوري زين. شخصياً، ما كنت أتمنى أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من تصعيد هلالي في اللهجة ضد رئيس اتحاد كرة القدم، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات رئيس الهلال، الذي قال صراحة «أسأل الله أن يعيننا على فترة الإدارة الحالية»، وهنا تتضح هوّة الخلاف بين الطرفين، وهو أمر إذا ما استمر في هذا الاتجاه، فإنهما بذلك يفتحان مساحة لتوسيع هذه الدائرة. وإذا ما اقتنعنا بمشروعية الطلب الهلالي الذي قوبل بالرفض من اتحاد الكرة، على اعتبار أن الموافقة على الطلب الهلالي ستخل ببرنامج معسكر المنتخب الأول الذي يستعد للقاء إندونيسيا، إلا أن الضرر الذي سيقع على الهلال، سيقع على أندية الأهلي والشباب والاتفاق المشاركة في دوري أبطال آسيا. ولذلك، لم يكن رفض اتحاد الكرة - كما أرى المشهد - معنياً به الهلال، أو أنه موجه ضد نادي الهلال ورئيسه، بل كان رسالة لكل الأندية، بأن لا مجال للتعديل أو التأجيل في هذه الفترة أو الفترات المقبلة، وهي رسالة واضحة، لا يمكن أن نعتبرها شجاعة، أو فرض عضلات كما يصوّر البعض، ولكنها صلاحيات المسؤول الأول عن اتحاد كرة القدم، الذي يريد أن يؤسس لعمل مؤسسي داخل اتحاد كرة القدم يقضي به على أي عمل فوضوي! لكن من الواضح أن الإدارة الهلالية ليست متقبلة لهذا الوضع، بل إنها ليست على استعداد لتقبل أي قرار من اتحاد كرة القدم، وقد يكون لعدم قناعتها برئيس اتحاد الكرة المنتخب الذي لم تصوّت له في الانتخابات، السبب الرئيس في ما يحدث الآن من تصريحات وتغريدات لرئيس الهلال، منها ما هو مبطّن، ومنها ما هو صريح، وكلها تحمل لغة لا تخلو من تنبيهات وإشارات يمكن لكل متابع تلخيصها في عبارة واحدة «اعرف حدك»! ومهما كان، فلن يتراجع رئيس اتحاد كرة القدم عن موقفه، وهو ما يجب أن تعرفه الإدارة الهلالية، التي عليها أن تتنازل بعض الشيء، وتدرك أن رئيس اتحاد كرة القدم ليس خصماً للهلال ورئيسه، وأن الاستمرار في التصعيد لهذه القضية سيضرّ بالهلال، وهو الساعي إلى التمسّك بآماله في الفوز ببطولة الدوري، وتجاوز مجموعته في دوري أبطال آسيا، ثم إن مصلحة المنتخب يجب أن تكون فوق أية مصلحة أخرى. [email protected] ABDULLAHSHAIKHI@