لا يمكن إنكار الجهد الكبير المبذول في تأليف هذه الكتب وإخراجها، والتكاليف الباهظة في كل مراحل إعداد الكتاب وطباعته، وإذا تكلمنا بلغة الأرقام، فإن سعر الكتاب المدرسي بهذه المواصفات، والذي يباع في أوروبا، ولا يحصل عليه الطالب مجاناً، يعادل 20 يورو تقريباً، أي ما يعادل 100 ريال، مع الفرق في أن الكتاب المدرسي الأوروبي يكون مخصصاً للاستخدام لفترة لا تقل عن ثلاثة إلى أربعة أعوام، في حين يبلغ عمر الكتاب القادم من المملكة، فصلاً دراسياً واحداً، ويكون مصيره بعد ذلك سلة المهملات، أو حتى في عرض الطريق. وأحسن القائمون على إعداد هذه المناهج، حين قرروا أن يضيفوا عبارة (طبعة تجريبية) إلى كتب هذا العام، لأنهم كانوا على ما يبدو في عجلة من أمرهم، لخروج هذه الكتب إلى النور، على رغم أن حديث الصحف المشار إليه أعلاه، كان يتوقع أن تصدر في عام 2010، أي قبل عامين من موعد صدوره الفعلي، لكن المؤكد أنه لم يكن هناك من الوقت ما يكفي لمراجعة نصوص الكتاب بدقة، الأمر الذي يظهر في وجود أخطاء مطبعية كثيرة. وعلى رغم أن الوقوع في مثل هذه الأخطاء المطبعية أمر وارد في الكتب العادية، لكنه في الكتاب المدرسي غير مستحب، لأنه يعتبر القدوة والمثل الأعلى للطالب، فإذا وجدت فيه أخطاء، سمح لنفسه بأن يتهاون في الكتابة باليد أو عند طباعة نص على الكومبيوتر. ومن أمثل هذه الأخطاء (بستأذن) بدلاً من (يستأذن)، و(موسى عليه) بدلاً من (موسى عليه السلام)، في كتاب الصف الثاني الثانوي، و(الشيئ) بدلاً من (الشيء)، و(لا شك قيه)، بدلاً من (لا شك فيه)، أو (المتآخيين) بدلاً من (المتآخين) في كتاب الصف الأول الثانوي، أو (فولا) بدلاً من (قولا)، و(جرير ابن عبدالله) بدلاً من (جرير بن عبدالله)، أو وضع صورة صبي يتوضأ، وبجانبه تعليق (هو حيوان مستقذر يسبب أكله كثيراً من الأمراض)، في كتاب الصف الثالث المتوسط، أو (المفلحو) بدلاً من (المفلحون)، من كتاب الصف الثالث الثانوي، وكذلك (ككم) بدلاً من (كم)، و(م منعت) بدلاً من (لم منعت)، و(ماذا) بدلاً من (لماذا)، في كتاب اللغة العربية للصف الثالث الابتدائي، أو الطباعة في ثلاثة مواضع مختلفة في صفحة 212 للصف الثاني الثانوي. لكن الأخطاء التي لم يكن جائزاً أن تحدث، فهي المتعلقة بطباعة بعض الآيات، مثل (الحي من الميت ويخرج الميت من الحي يخرج) ص 43، وتداخل كلمات الآيات في ص 155، أو بتر آية في موضوع غير مناسب مثل ص 122 من كتاب الصف الأول الثانوي.