على ارتفاع يتجاوز أمتاراً أربعة يجلس، ليس متكئاً ولا معلقاً، وحده القدر يحميه من موت قريب. ربما هبوب ريح قوية تخل بتوازنه، فينهال من أعلى، مضرجاً الأسفلت بدمه، ومما لا شك فيه أن حفرة تزل فيها إحدى إطارات الشاحنة كافية لتهديد حياته. في وسط مدينة الرياض التقطت عدسة «الحياة» عاملاً وافداً ارتقى فوق أمتعة «زائدة» تحملها شاحنة صغيرة، تمشي في شوارع العاصمة من دون أن تجد من يوقفها، أو ينهاها عن الاستمرار في المقامرة بحياة إنسان، غالباً ما أجبرته الظروف ليرتقي هذا المرتقى الصعب، مخاطراً بحياته. لا شيء يبرر مثل هذا المشهد! من المسؤول عن مثل هذا المشهد؟ أين دوريات المرور والشرطة؟ من يتحمل مسؤولية وقوع ضرر ما في مثل هذا الموقف؟ وما عقوبة سائق الشاحنة؟ مشاهد عدة يراها المتجول في شوارع العاصمة بين الحين والآخر، وإن كانت أقل خطورة، كأن تجد عمالاً يجلسون في «صندوق» سيارة نقل مكشوفة، على رغم أن القانون يمنع ذلك، والإنسانية أيضاً تمنع ذلك.